السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته..
لكم أطيب تحية مفعمة بأريج أزكى الأخلاق التي تزدهر بها هذه الروضة المباركة.
في هذا اللقاء ننور قلوبنا بأنوار إثنين من أخلاق سيدي شباب أهل الجنة – عليهما السلام – الأول هو خلق (التجمل لله) بجميع أشكال التجمل المادية والمعنوية، والثاني هو خلق (الرفق بالمحتاجين) حتى لو كانوا في جبهة الأعداء وهذا من أسمى الأخلاق.. تابعونا مشكورين.
نتأمل أولاً أيها الأطائب في الرواية التالية من السيرة الحسنية وقد رواها المحدث الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره القيم بسنده عن إبن خيثمة قال: كان الحسن بن علي – عليهما السلام – إذا قام الى الصلاة لبس أجود ثيابة فقيل له يا ابن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك؟ فقال: إن الله جميل يحب الجمال فأتجمل لربي وهو يقول: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) فأحب أن ألبس أجمل ثيابي.
ولنتأمل معاً الآن، أيها الأفاضل، في الرواية الثانية وهي مروية في تاريخ الطبري وغيره ضمن مجريات الملحمة الحسينية وجاء فيها قول الراوي:
(نزل الحسين – عليه السلام – يعني في أحد منازل طريقه الى الكوفة – فأمر بأبنيته فضربت، وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي اليربوعي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين – عليه السلام – في حر الظهيرة، والحسين – عليه السلام – وأصحابه معتمون متقلدوا أسيافهم، فقال الحسين – عليه السلام – لفتيانه: أسقوا القوم، وأرووهم من الماء، ورشفوا الخيل ترشيفاً، فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا، وسقوا القوم من الماء حتى أرووهم وأقبلوا يملأون القصاع والأتوار والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فإذا عب فيها ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر، حتى سقوها الخيل كلها.
وروي عن علي بن الطعان المحاربي: كنت مع الحر بن يزيد، فجئت في آخر من جاء من أصحابه، فلما رأى الحسين – عليه السلام – ما بي وفرسي من العطش قال: أنخ الرواية، والرواية عندي السقاء، ثم قال: يا ابن أخ! أنخ الجمل.. فأنخته فقال: اشرب.. فجعلت كلما شربت سال الماء من السقاء؛ فقال الحسين – عليه السلام - : أخنث السقاء، أي أعطفه، قال: فجعلت لا أدري كيف أفعل، فقام فخنثه بنفسه، فشربت وسقيت فرسي).
نشكر لكم أيها الأكارم كرم المتابعة الجميلة لما نقلناه لكم اليوم في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بأطيب الأوقات.