السلام عليكم مستمعينا الأطائب وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون في هذه الروضة اليانعة بثمار أحب الأخلاق الى الله تبارك وتعالى.
ومن هذه الأخلاق المحببة الى الله والتي جلاها سيدا شباب أهل الجنة للعالمين الكرم مقروناً بكشف الغم والهم عن عباد الله، وقد إخترنا لكم في هذا اللقاء روايتين كنماذج من سيرتهما المفعمة بكل الخير للعباد تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأحبة، الرواية الأولى تشمل على طرافة خاصة وأكثر من درس في تجميل التخلق الحسني بأخلاق الله تبارك وتعالى وقد رواها العلامة المجلسي عن كتاب (العدد القوية) وجاء فيها قول الراوي:
(وقف رجل على الحسن بن علي – عليهما السلام – فقال: يا بن أمير المؤمنين، بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه بل إنعاماً منه عليك إلا ما أنصفتني من خصمي فإنه غشوم ظلوم لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير.. قال الراوي: وكان الحسن – عليه السلام – متكئاً فاستوى جالساً وقال له: من خصمك حتى أنتصف لك منه؟ فقال الرجل له: الفقر.. فأطرق – عليه السلام – ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود، فأحضر خمسة آلاف درهم، فقال: إدفعها إليه، ثم قال له: بحق هذا الأقسام التي أقسمت بها علي متى أتاك خصمك جائراً إلا ما أتيتني منه متظلما).
ولا يخفى عليكم أحباءنا ما في جميل جواب الإمام المجتبى – عليه السلام – بعد إكرام السائل من إدخال السرور عليه وإزالة حتى التفكير بهم تجدد الحاجة فيه، ومثل نتلمسه في لطف الجواب الحسيني في الرواية التالية وقد رواها الحافظ الحلبي المازندراني في كتاب المناقب عن عمرو بن دينار قال: دخل الحسين – عليه السلام – على أسامة بن زيد وهو مريض، وهو يقول: وا غماه! فقال له الحسين: - عليه السلام - : وما غمك يا أخي؟! قال: ديني، وهو ستون ألف درهم.. فقال الحسين – عليه السلام -: هو علي.. قال: أخشى أن أموت.. فقال – الحسين – عليه السلام -: لن تموت حتى أقضيها عنك.. قال الراوي: فقضاها – عليه السلام – قبل موت أسامة بن زيد.
نشكر لكم أيها الأحبة طيب الصحبة في روضة (من أخلاق السبطين) دمتم في أطيب الأوقات.