السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، أهلاً بكم في هذه الروضة المباركة بذكر أخلاق سيدي شباب أهل الجنة.
أعددنا لكم في لقاء اليوم أيها الأحبة روايتين محورهما خلق (العزة بالله عزوجل) وهو من أسمى أخلاق الربانيين وأصدق علامات الإيمان، تابعونا على بركة الله.
أيها الأعزاء، الرواية الأولى تشتمل على درس أخلاقي يهدينا الى سبيل العملي للتطهر من الإتكال على النفس والإغترار بقواها والتوكل على الله والإستقواء به عزوجل، نقل هذه الرواية المحدث والكاتب الجليل الشيخ علي بن عيسى الأربلي من أعلام القرن الهجري السابع في كتابه القيم (كشف الغمة في معرفة الأئمة)، قال رحمه الله:
قيل له، يعني الإمام المجتبى – عليه السلام -، فيك عظمة، قال: لا بل في عزة قال الله تعالى: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ" وفي رواية إنه قال رجل للحسن (عليه السلام) إن فيك كبراً فقال: كلا، الكبر لله وحده ولكن فيّ عزة ثم تلا الآية الشريفة.
أما الرواية الثانية فهي تعرفنا بثمرة التحلي بخلق الإستقواء بالله عزوجل في مواجهة الظالمين، والإستقامة على متابعة الحق، وقد رواها المحدث الأقدم ابن أعثم الكوفي في كتابه (الغارات) قال رحمه الله:
(أرسل عبيد الله بن عمر بن الخطاب الى الحسين بن علي – عليهما السلام – في صفين أن لي إليك حاجة، فألقني إذا شئت حتى أخبرك؛ فخرج إليه الحسين – عليه السلام – حتى واقفه – أي وقف باتجاهه – فقال له ابن عمر: إني لم أدعك إلى الحرب، ولكن اسمع مني فإنها نصيحة لك، فقال الحسين – عليه السلام -: قل ما تشاء. فقال: إعلم أن أباك قد وتر قريشاً، وقد بغضه الناس، وذكروا أنه هو الذي قتل عثمان، فهل لك أن تخلعه وتخالف عليه حتى نوليك هذا الأمر؟
فقال الحسين – عليه السلام -: كلا والله! لا أكفر بالله وبرسوله وبوصي رسول الله، ويلك من شيطان مارد! فلقد زين لك الشيطان سوء عملك فخدعك حتى أخرجك من دينك باتباع القاسطين ونصرة هذا المارق من الدين، لم يزل هو وأبوه حربيين وعدوين لله ولرسوله وللمؤمنين، فوالله! ما أسلما ولكنهما استسلما خوفاً وطمعاً! فأنت اليوم تقاتل عن متذمم، ثم تخرج إلى الحرب متخلفاً لتراءي بذلك نساء أهل الشام، أرتع قليلاً فإني أرجو أن يقتلك الله عزوجل سريعاً.. قال: فضحك عبيد الله بن عمر، ثم رجع إلى معاوية فقال: إني أردت خديعة الحسين، وقلت له كذا وكذا، فلم أطمع في خديعته، فقال معاوية: إن الحسين بن علي لا يخدع وهو ابن أبيه.
نشكركم مستمعينا الأكارم، على كرم الإصغاء لما أعددناه لكم اليوم في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بكل خير.