السلام عليكم أيها الأطائب وطابت أوقاتكم بكل ما يرضاه الله ويحبه لكم.. أهلاً بكم في هذه الروضة وحيث نتأمل معاً في تجليات الأخلاق الإلهية ونحن نقرأ بعض ما رواه المؤرخون من السيرة المعطاء لسيدي شباب أهل الجنة – عليهما السلام -.
وقد اخترنا لكم في هذا اللقاء روايتين يتجلى فيهما الرضا بقضاء الله والصبر على البلاء بجميل الثقة بلطف الله والتسليم لأمره.. تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، الرواية الأولى نختارها من سيرة السبط المحمدي الأكبر وثاني الأئمة الإثني عشر الحسن المجتبى – عليه السلام – وقد رواها أحد مشاهير محدثي أهل السنة، فقد روى الطبراني: في معجمه الكبير بسنده، عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخلت مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الحسن بن علي نعوده، فقال له علي (عليه السلام): كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: أصبحت بحمد الله بارئاً قال: كذلك إن شاء الله، ثم قال الحسن (عليه السلام): أسندوني؛ فأسنده علي (عليه السلام) إلى صدره، فقال سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان، يصب عليهم الأجر صباً" وقرأ "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ".
أيها الإخوة والأخوات، ومن سيرة سيد الشهداء – عليه السلام – نختار الرواية المعبرة المروية في كتاب (كامل الزيارات) مسندة عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال: قال علي للحسين (عليهما السلام): يا أبا عبد الله! أسوة أنت قدماً؟
فقال: جعلت فداك، ما حالي؟ قال: علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بما علم، يا بني! اسمع وأبصر من قبل أن يأتيك، فوالذي نفسي بيده! ليسفكن بنو أمية دمك ثم لا يزيلونك عن دينك، ولا ينسونك ذكر ربك. فقال الحسين عليه السلام: والذي نفسي بيده! حسبي، أقررت بما أنزل الله وأصدق قول نبي الله ولا أكذب قول أبي.
رزقنا الله وإياكم – مستمعينا الأطائب – قبسة من أخلاق سيدي شباب أهل الجنة في جميل ثقتهما بقضاء الله وتسليمهما لمشيئته وصبرهما في سبيله إنه سميع مجيب، اللهم آمين وبهذا ينتهي لقاءنا بكم اليوم أيها الأحبة في روضة (من أخلاق السبطين) شكراً لكم ودمتم بكل خير.