السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في لقاء اليوم في هذه الروضة المباركة بذكر مظهري خلق صاحب الخلق العظيم ومناري هدايته للعالمين الحسنين صلوات الله عليهما.
أيها الأحبة من المعالم الأساسية لأخلاق السبطين جميل تجسيدهما للقيم الإلهية الكريمة في جميع سلوكياتهما وبهذا كانا – عليهما السلام – الأسوة الحسنة لطلاب القرب الإلهي، وهذا ما نلمحه في الروايتين اللتين إخترناهما لكم في لقاء اليوم فكونوا معنا مشكورين.
أعزاءنا، من سيرة الحسنية الوضاءة نجتني الثمرة التالية تتضمنها رواية شريفة نقرأها في الجزء السادس من كتاب الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: هنأ رجل رجلاً أصاب أبنا – أي ولد له إبن ذكر – فقال: يهنئك الفارس، فقال له الحسن عليه السلام: ما علمك يكون فارساً أو راجلاً؟ قال: جعلت فداك فما أقول له؟ قال: تقول له شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقك بره.
وهذه أيها الإخوة والأخوات، أبلغ تهنئة إيمانية للوالدين بوليدهما تتضمن الدعوة لشكر الله وحمده والدعاء للوالدين وللولد بأفضل الخير والبركة.
أما الرواية الثانية فنقتطفها من السيرة الحسينية المعطاء، وقد رواها عدة من المؤرخين من طرق الفريقين وهي كما جاء في كتاب (موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه السلام): كان لمعاوية بن أبي سفيان عين بالمدينة – أي جاسوس – يكتب إليه بما يكون من أمور الناس وقريش فكتب إليه: لإن الحسين بن علي أعتق جارية له وتزوجها، فكتب معاوية إلى الحسين – عليه السلام - : من أميرالمؤمنين معاوية إلى الحسين بن علي أما بعد، فإنه بلغني إنك تزوجت جاريتك وتركت أكفائك من قريش، ممن تستنجبه للولد وتمجد به في الصهر، فلا لنفسك نظرت، ولا لولدك إنتقيت، فكتب إليه الحسين بن علي – عليهما السلام - : أما بعد فقد بلغني كتابك وتعييرك إياي بأني تزوجت مولاتي، وتركت أكفائي من قريش، فليس فوق رسول الله – صلى الله عليه وآله – منتهى في شرف ولا غاية في نسب، وإنما كانت ملك يميني خرجت عن يميني بأمر إلتمست فيه ثواب الله، ثم ارتجعتها على سنة نبيه – صلى الله عليه وآله – وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة ووضع عنا به النقيصة فلا لؤم على إمرئ مسلم إلا في أمر مأثم، وإنما اللؤم لؤم الجاهلية.
جعلنا الله وإياكم مستمعينا الأكارم من خيرة المقتدين بسيدي شباب أهل الجنة – عليهما السلام – اللهم آمين شكراً لكم على طيب المتابعة في لقائنا اليوم في روضة (من أخلاق السبطين) دمتم بكل خير.