السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة وأنتم ترافقونا في روضة أخلاق سيدي شباب أهل الجنة، نجتني ثمارها الطيبة من التدبر في روايتين من سيرتهما – صلوات الله عليهما – تعلماننا حسن الثقة بالله عزوجل وابتغاء مرضاته، تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، الرواية الأولى نقرأها في كتاب (تأريخ دمشق) للحافظ الشهير إبن عساكر الدمشقي، وقد رواها بسنده عن أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال – بحذف ما فيه من التحريف -: (أضاق الحسن بن علي، وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين، فأضاق إضاقة شديدة، قال الحسن: فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، فقال: كيف أنت يا حسن؟ فقلت بخير يا أبة وشكوت إليه تأخر المال عني، فقال: قل اللهم أقذف في قلبي رجاءك، واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك، اللهم وما ضعفت عنه قوتي وقصر عنه عملي ولم تنته إليه رغبتي ولم تبلغه مسألتي ولم يجر على لساني مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يا رب العالمين.
وجاء في تتمة الرواية قول السبط المحمدي الأكبر: فوالله ما ألححت به أسبوعاً حتى بعث إلى معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف، فقلت الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، ولا يخيب من دعاه، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام، فقال: يا حسن كيف أنت؟ فقلت بخير يا رسول الله وحدثته حديثي، فقال: يا بني هكذا من رجى الخالق ولم يرج المخلوق.
أعزاءنا المستمعين، ومن السيرة الحسينية إخترنا لكم رواية تعلمنا دقة العمل بالوصايا القرآنية، فقد قال العلامة الحويزي في كتاب (غوالي اللئالي): ونقل عن الحسين – عليه السلام – أنه كان يتصدق بالسكر، فقيل له ذلك فقال: إني أحبه وقد قال الله تعالى: "لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ".
نشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة لما أعددناه لكم في روضة (من أخلاق السبطين) دمتم في أطيب الأوقات.