السلام عليكم مستمعينا الأعزاء.. نحييكم بأطيب تحية ونحن نقرأ لكم ما أعددنا لكم اليوم في روضة (من أخلاق السبطين)، وهما روايتان بليغتان في بيان شدة إهتمام سيدي شباب أهل الجنة – صلوات الله عليهما – بقضاء حوائج الناس وفيهما درس إضافي مهم هو جميل عملهما بالسنة المحمدية البيضاء على صاحبها سيد الأنبياء وآله الأصفياء أزكى صلوات الله.. كونوا معنا مشكورين.
الرواية الأولى ننقلها – مستمعينا الأطائب – من كتاب (من لا يحضره الفقيه) فقد رواها الشيخ الصدوق في أبواب الطواف من كتاب الحج بسنده عن ميمون بن مهران قال: كنت جالساً عند الحسن بن علي عليهما السلام فأتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله، إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني، فقال: والله ما عندي مال فأقضي عنك، قال السائل: فكلمه يا ابن رسول الله – يعني كلمه أن ينظري إلى ميسرة حتى أستطيع سداد الدين – قال الراوي ميمون بن مهران: فلبس – عليه السلام – نعله فقلت له: يا ابن رسول الله أنسيت اعتكافك؟ فقال له: لم أنس ولكني سمعت أبي – عليه السلام – يحدث عن [جدي] رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله عزوجل تسعة آلاف سنة، صائماً نهاره قائماً ليله.
أيها الإخوة والأخوات، أما الرواية الثانية فهي من السيرة الحسنية وقد وردت في موسوعة (جامع أحاديث الشيعة) التي أعدت تحت إشراف آية الله السيد البروجردي – رضوان الله عليه – وهي منقولة عن السيد نعمة الله الجزائري – قدس سره – أوردها في كتاب رياض الأبرار وجاء فيها عن أبي عبد الله الحسين – عليه السلام – أنه قال: صح عندي قول النبي – صلى الله عليه وآله – أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن بما لا إثم فيه، فإني رأيت غلاماً يؤاكل كلبا فقلت له في ذلك فقال يا ابن رسول الله إني مغموم أطلب سروراً بسروره لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه؛ فأتى الحسين – عليه السلام – إلى صاحبه بمأتي دينار ثمنا له فقال اليهودي وقد هزته سجية الحسين وتواضعه في المشي في حاجة الغلام: الغلام فداء لخطاك وهذا البستان له ورددت عليك المال، فقال الحسين – عليه السلام – أعتقت الغلام ووهبته – يعني المال – له جميعاً.
كان هذا، أيها الأكارم، هو ما أعددناه لكم في لقاء اليوم من روضة (من أخلاق السبطين) شكراً لكم ودمتم في أطيب الأوقات.