السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون وأهلاً بكم في لقائنا المتجدد في روضة الأخلاق الفاضلة لسيدي شباب أهل الجنة صلوات الله عليهما.
أيها الأفاضل، من أهم ما يميز الذين يبتغون وجه الله ومرضاته عزوجل فيما يقدمونه من عطاءات للناس هو عدم طلبهم جزاءً ولا شكوراً من الذين يجودون عليهم بل ويؤثرونهم على أنفسهم كما تصرح بذلك آيات سورة الدهر وهي تحكي قصة تصدق الحسنيين مع والديهما وفضه بطعام إفطارهم للمسكين واليتيم والأسير.
وعلامة أخرى نتعلمها للمنفقين إبتغاء مرضاة الله من السيرة الحسينية إضافة إلى الميزة الأولى وهي إجتهادهم في حفظ كرامة السائل وهو يرزقونه مما رزقهم الله عزوجل، وهذا ما نتعلمه من الرواية التالية فابقوا معنا مشكورين.
روى الحافظ الجليل الحلبي المازندراني من أعلام القرن الهجري السادس في كتاب المناقب قال:
سأل الحسن بن علي - عليهما السلام - رجل فأعطاه خمسين ألف دينار وقال: إئت بحمال يحمل لك، فأتى بحمال فأعطاه طيلسانة – أي بعض ثيابه – فقال: هذا كري الحمال وجاءه بعض الأعراب فقال: أعطوه ما في الخزانة، فوجد فيها عشرون ألف درهم، فدفعها إلى الأعرابي فقال الأعرابي: يا مولاي ألا تركتني أبوح بحاجتي وأنشر مدحتي، فأنشأ الحسن (ع):
نحن أناس نوالنا خضل
يرتع فيه الرجاء والأمل
تجود قبل السؤال أنفسنا
خوفا على ماء وجه من يسل
لو يعلم البحر فضل نائلنا
لغاض من بعد فيضه خجل
أيها الإخوة والأخوات، نعطر قلوبنا بشذى السيرة الحسينية العطرة ونحن نقرأ في كتاب (أخلاق الإمام الحسين عليه السلام): (روى المؤرخون أنه كان يحمل للإمام الحسين – عليه السلام – المال من البصرة وغيرها فلا يقوم من مكانه حتى يفرقه على الفقراء بكامله ولقد اشتهر النقل عنه (عليه السلام) أنه كان يكرم الضيف ويمنح الطالب ويصل الرحم وينيل الفقير ويسعف السائل ويكسو العاري ويشبع الجائع ويعطي الغارم ويشفق على اليتيم ويعين ذا الحاجة وقل أن وصله مال إلا وفرقه).
مستمعينا الأطائب وإلى لقاء آخر في روضة (من أخلاق السبطين) طابت أوقاتكم بكل ما تحبون.