السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته...
لكم منا أطيب تحية نزين هذه الوقفة القصيرة في روضة أخلاق سيدي شباب أهل الجنة – صلوات الله عليهما – وقد أعددنا لكم فيها من سيرتهما المعطاء أربع روايات في جميل الثقة بالله عزوجل وجميل الموعظة للناس وحسن العمل بوصايا رسول الله – صلى الله عليه وآله – على بركة الله:
نبدأ أيها الأكارم بهذا الدرس في حسن العمل بالوصايا النبوية حيث نجد السبط المحمدي الأكبر يجمع بين المماسكة مع البائع دفعاً للغبن عن نفسه وبين الكرم الفريد، فقد روى من حفاظ أهل السنة إبن عساكر الشامي في كتابه (تأريخ دمشق) بسنده عن أبي هشام القناد، قال: كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسن بن علي وكان يماسكني فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب عامته ويقول: إن أبي حدثني أن رسول الله صلى عليه وآله قال: المغبون لا محمود ولا مأجور.
أيها الأكارم ومن كتاب تأريخ دمشق أيضاً لكم جميل الموعظة الحسنية للناس حتى للخاذلين منهم، فقد روى إبن عساكر بسنده عن أبي جميلة عن الحسن بن علي أنه بينا هو ساجد إذ وجاءه إنسان في وركه فمرض منها شهرين، فلما برأ خطب الناس بعد ما قتل علي فقال: أيها الناس إنما نحن أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذي قال الله عزوجل: [إنما يريد الله] ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا... فكررها حتى ما بقي أحد في المسجد إلا وهو يجد بكاءا.
ومن السيرة الحسينية المباركة نقرأ هاتين الروايتين متأملين فيها من دروس الثقة بالله عزوجل والتوحيد الخالص، الأولى رواها الحافظ الحنفي الخوارزمي في كتاب (مقتل الحسين عليه السلام) بسنده عن رئيس المذهب الشافعي محمد بن إدريس قال: (مات إبن للحسين فلم ير به كآبة فعوتب على ذلك فقال: إنا أهل بيت نسأل الله عزوجل فيعطينا، فإذا أراد ما نكره فبما يحب رضينا).
والرواية الثانية نقرأها أيها الأكارم في كتاب (الدعوات) للسيد قطب الراوندي عن الباقر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): مرضت مرضاً شديداً فقال لي أبي (عليه السلام): ما تشتهي؟ فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربي ما يدبره لي.. فقال (عليه السلام) لي: أحسنت، ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، حيث قال جبرئيل (عليه السلام): هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي، بل حسبي الله ونعم الوكيل!
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإستماع لروايات حلقة اليوم من برنامج (من أخلاق السبطين).. دمتم بكل خير.