سلام من الله عليكم أيها الأكارم.. تحية مباركة ندعوكم بها لمرافقتنا في لقاء اليوم في روضة الأخلاق المحمدية الغراء التي جلاها للعالمين سبطا نبي الرحمة – عليهما السلام -.
الشدة في مخاطبة الظالمين والرأفة بالمؤمنين هي من أخلاق المحمديين التي نص عليها القرآن الكريم في آخر سورة الفتح، كما أن قبول العذر من المحق والمبطل هي من الأخلاق التي أوصانا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله.
وما إخترنا في هذا اللقاء روايات ثلاث تحكي صوراً لهذه المكارم، فتابعونا على بركة الله.
قال الحافظ الحنفي الخطيب الخوارزمي في كتاب المناقب: (ذكر الثقة إن مروان بن الحكم شتم الحسن بن علي (عليهما السلام) فلما فرغ قال الحسن: إني والله لا أمحو عنك شيئاً ولكن موعدك الله فلئن كنت صادقاً فجزاك الله بصدقك وإن كنت كاذباً فجزاك الله بكذبك والله أشد نقمة مني).
وفي مقابل هذه الشدة في مخاطبة الطاغية مروان بن الحكم وكان يومها والياً على المدينة المنورة في ذروة طغيان بني أمية، نلمح الرأفة والحلم واللين وجمال التوضيح للحقيقة في خلق الإمام الحسن – عليه السلام – وهو يسمع من بعض من لم يدرك أهداف صلحه مع معاوية، فقد روى الحافظ الدمشقي إبن عساكر في ترجمته للإمام المجتبى – عليه السلام – من موسوعة (تأريخ دمشق) بسنده عن فضيل بن مرزوق قال: أتى مالك بن ضمرة الحسن بن علي – بعد صلحه مع معاوية – فقال: السلام عليك يا مسخم وجوه المؤمنين.. فقال – عليه السلام – برفق: يا مالك لا تقل ذلك إني لما رأيت الناس تركوا ذلك إلا أهله خشيت أن تجتثوا عن وجه الأرض فأردت أن يكون للدين في الأرض ناعي – يعني مدافعاً عنه – فقال مالك: بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض.
أيها الأعزة، ونقتطف من شجرة الأخلاق الحسينية المباركة الثمرة اليانعة التالية في الحلم ودقة العمل بالوصايا المحمدية، فقد جاء في موسوعة كلمات الإمام الحسين – عليه السلام – قال العلامة الزرندي الحنفي: وروي عن علي بن الحسين قال: سمعت الحسين (عليه السلام) يقول: لو شتمني رجل في هذه الأذن – وأومى إلى اليمنى – واعتذر لي في الأخرى، لقبلت ذلك منه وذلك أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حدثني أنه سمع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يرد الحوض من لم يقبل العذر من محق أو مبطل.
وختاماً نشكر لكم أيها الأطائب طيب الإٍستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ودعاؤنا لكم دوماً هو دمتم بألف خير.