السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله..
أطيب تحية مباركة زاكية نحييكم بها ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، ودروس طيبة في مكارم الأخلاق المحمدية نستلهمها من أخلاق سيدي شباب أهل الجنة – عليهما السلام – ننقل لكم في هذا اللقاء روايتين مؤثرتين تتجلى فيهما الرأفة والرحمة بالعباد والإحسان إليهم مقروناً بحسن التأديب، تابعونا على بركة الله.
قال الخوارزمي الحنفي في كتاب المناقب: كان للحسين بن علي (عليهما السلام) شاة تعجبه فوجدها يوماً مكسورة الرجل فقال للغلام: من كسر رجلها.. قال: أنا.. قال: لم؟ .. قال: لأغمّنك.. فقال الحسن: لأفرحنك، أنت حر لوجه الله تبارك وتعالى.
(وفي رواية) أخرى قال: لأغمن من أمرك بغمي، يعني إن الشيطان أمره أن يغمه.
أيها الإخوة والأخوات، ومن هذا الدرس الحسني البليغ في مجاهدة الشيطان والتعريف بحبائله والسعي في تحرير الخلق من وساوسه بالإحسان إليهم، ننقلكم إلى الرواية الثانية وفيها درس حسيني بليغ في إكرام النعمة الإلهية والعمل بالوصايا النبوية، فقد روي في كتاب مسند الرضا – عليه السلام – للحافظ داوود بن سليمان الغازي أن الحسين بن علي عليهما السلام، أراد الدخول للخلوة فوجد لقمة ملقاة فرفعها وغسلها ودفعها إلى غلام له، فقال له: يا غلام، أذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت، فأكلها الغلام.. فلما خرج الحسين عليه السلام قال: يا غلام اللقمة! قال: أكلتها يا مولاي.. قال: أنت حر لوجه الله.. قال له رجل: أعتقته يا سيدي؟ قال: نعم، سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: (من وجد لقمة فمسح منها أو غسل منها ثم أكلها، لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار، ولم أكن أستعبد رجلاً أعتقه الله من النار).
نشكر لكم أيها الأطائب طيب الصحبة في لقائنا لهذا اليوم في روضة (من أخلاق السبطين).. دمتم بألف خير وفي أمان الله.