سلام من الله عليكم أيها الأطائب، طابت أوقاتكم بعطر ذكر الأخلاق التي يحبها الله والتي جلاها لعباده سيدا شباب جنته – عليهما السلام – ننور قلوبنا في هذا اللقاء، بروايتين في هذا الباب، الأول تبين جميل ترغيب الإمام المجتبى – عليه السلام – الآخرين بالأخلاق الفاضلة، والثانية تمزج العفو والإحسان بتعليم الأدب القرآني، تابعونا على بركة الله.
نتدبر معاً أولاً في الرواية التالية التي تعرفنا بأحد أفضل أساليب الدعوة إلى الخير والموعظة الحسنة التي تجلت في السيرة الحسنية، فقد روى الحافظ إبن عساكر في تأريخ دمشق بسنده عن محمد بن كيسان أبوبكر الأصم قال: قال الحسن بن علي ذات يوم لأصحابه: إني أخبركم عن أخ لي وكان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجاً من سلطان الجهل فلا يمد يداً إلا على ثقة، كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم وكان أكثر دهره صامتاً فإذا قال بذّ القائلين – أي تفوق عليهم – لا يشارك في دعوى ولا يدخل في مراء، كان يقول ما يفعل ويفعل ما لا يقول تفضلاً وتكرما.
[و] كان لا يغفل عن إخوانه ولا يختص بشيء دونهم [و] كان لا يلوم أحداً فيما يقع العذر في مثله وكان إذا ابتداه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه.
أما الآن فلنتدبر معاً في الرواية الثانية لنتعلم من الحسين – عليه السلام – جميل العمل بالآداب القرآنية، فقد روى المؤرخ علي بن عيسى الأربلي في كتابه (كشف الغمة في معرفة الأئمة عليهم السلام) قال: جنى للحسين (عليه السلام) غلام جناية توجب العقاب عليه فقال الغلام: يا مولاي! (والكاظمين الغيظ) قال عليه السلام: أخلوا عنك.. فقال: يا مولاي! (والعافين عن الناس)، قال عليه السلام: قد عفوت عنك.. قال: يا مولاي! (والله يحب المحسنين).. قال عليه السلام: أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك.
وإلى هنا ننهي – أيها الأكارم – لقاء اليوم في روضة (من أخلاق السبطين) شكراً لكم ودمتم بكل خير.