السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله.. أهلاً بكم في لقاء اليوم مع مكارم الأخلاق المحمدية التي تجلت في سبطي نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – إخترنا لكم في هذا اللقاء روايتين تهدينا الأولى إلى أدب التواضع الحسني لله عزوجل وجميل الإنفاق في سبيل، فيما تحكي الثانية صورةً للشجاعة الحسينية في وقعة صفين، تابعونا على بركة الله.
من ترجمة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) المستخرجة من كتاب تأريخ دمشق للحافظ إبن عساكر، ننقل لكم ما رواه هذا المحدث الدمشقي بسنده عن عبد الله بن العباس أنه قال: ما ندمت علي شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا، ولقد حج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشياً وإن النجائب لتقاد معه، ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أنه [كان] يعطي الخف ويمسك النعل.
إنتهى قول ابن عباس، والحج مشياً هو من آداب الحج والزيارة تواضعاً لله عزوجل ومعنى قوله (وإن النجائب لتقاد معه) هو أن الإمام – عليه السلام كان يمشي للحج على قدميه رغم أن الدواب الجيدة كانت تقاد معه.
أما قوله (كان يعطي الخف ويمسك النعل) فهو يعني أنه ينفق في سبيل الله عزوجل الأفضل.
أيها الأكارم، ومن كتاب (أخلاق الإمام الحسين عليه السلام) للشيخ عبد العظيم البحراني نقرأ لكم ما روي عن عبد الله بن قيس بن ورقة قال: كنت ممن غزى مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين، وقد أخذ أبو أيوب الأعور السلمي وكان من قادة جيش معاوية – الماء وحرزه عن الناس – أي منعه عنهم – فشكى المسلمون العطش، فأرسل علي – عليه السلام – فوارس على كشفه – أي دفعهم عن الماء – فانصرفوا وعادوا خائبين، فضاق صدره – عليه السلام – فقال له ولده الحسين (عليه السلام): أمضي إليه يا أبتاه؟ فقال: إمض يا ولدي، فمضى مع فوارس، فهزم أبا أيوب عن الماء، وبنى خيمته وحط فوارسه وسقى المسلمين الماء حتى ارتووا، وأتى إلى أبيه وأخبره فبكى علي (عليه السلام) فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ وهذا أول فتح بوجه بركة الحسين (عليه السلام).. قال: صحيح يا قوم ولكن سيقتل الحسين عطشاناً بطف كربلاء، حتى تنفر فرسه وتحمحم وتقول: الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها).
شكراً لكم أيها الأطائب على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. دمتم بكل خير وفي أمان الله.