سلام من الرحمان الرحيم عليكم أيها الأكارم ورحمة منه وبركات.. ندعوكم لمرافقتنا في جولة قصيرة في روضة أزكى الأخلاق المحمدية التي تجلت في سبطي نبي الرحمة – عليه وآله أفضل التحية والسلام – مع صورتين من الشجاعة الحسنية والرأفة الحسينية، تابعونا مشكورين.
روي في كتاب (النصرة) ضمن وقائع معركة فتنة الجمل أنه لما أحاط أصحاب الجمل براية الطغيان على خليفة الرحمن، وعجز عن مقابلتهم الفرسان، دعا أمير المؤمنين (عليه السلام) إبنه محمد بن الحنفية فأعطاه رمحه وقال له: أقصد بهذا الرمح الجمل لكي يعقر رمز الفتنة ويحقن دماء المسلمين، فذهب فمنعوه بنو ضبة فلما رجع إلى والده انتزع الحسن رمحه من يده، وقصد الجمل وطعنه برمحه ورجع إلى والده وعلى الرمح أثر الدم، فتغير وجه محمد من ذلك فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تأنف فإنه ابن النبي وأنت ابن علي.
ومن هذه الصورة في الشجاعة الحسنية المعبرة الشجاعة المحمدية المقرونة بأدب التواضع للذرية النبوية، ننتقل بكم أيها الأطائب إلى صورة مؤثرة من السيرة الحسينية في كشف الغم عن المغمومين، ولو كان من غير مواليهم الصادقين، فقد روي في كتاب المناقب عن عمر بن دينار قال: دخل الحسين على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: وا غماه؛ فقال الحسين: وما غمك يا أخي؟ قال: ديني وهو ستون ألف درهم؛ فقال الحسين: هو علي، قال أخشى أن أموت؛ فقال الحسين: لن تموت حتى أقضيها عنك قال: فقضاها قبل موته.. وكان (ع) يقول: شر خصال الملوك الجبن من الأعداء والقسوة على الضعفاء والبخل عند الإعطاء.
وفقنا الله وإياكم أيها الأعزة لجميل الإقتداء والتخلق بأخلاق أحباء الله المطهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – اللهم آمين.
شكراً لكم على طيب المتابعة للقاء اليوم في روضة (من أخلاق السبطين) وفي أمان الله.