السلام عليكم أيها الأكارم، تحية مباركة طيبة نحييكم بها ونحن نقدم لكم من روضة الأخلاق الكريمة روايتين يتجلى فيهما خلق المحمديين الصادقين المذكور في آخر سورة الفتح وهو كونهم أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، الرواية الأولى نختارها من سيرة مولانا الإمام المجتبى – صلوات الله عليه – ترتبط بعهد تسلط الطاغية معاوية على أمور المسلمين، فقد روى الحافظ السروي الحلبي في كتاب المناقب قال: (ومن همته – يعني الحسن عليه السلام - ما روي أنه قدم الشام وحضر عند معاوية فأمر معاوية بحمل عظيم ووضع أمامه، ثم إن الحسن لما أراد الخروج خصف خادم نعله فأعطاه ذلك الحمل العظيم من عطاء معاوية، وقدم معاوية المدينة فجلس في أول يوم يجيز من دخل عليه من خمسة آلاف إلى مئة ألف درهم، فدخل عليه الحسن بن علي (ع) في آخر الناس فقال: أبطأت يا أبا محمد فلعلك أردت أن تبخلني عند قريش فانتظرت يفنى ما عندنا، يا غلام إعط الحسن مثل جميع ما أعطينا في يومنا هذا، يا أبا محمد، هذا وأنا إبن هند.. فقال الحسن (ع): لا حاجة لي فيها يا أبا عبد الرحمن ورددتها وأنا إين فاطمة بنت محمد رسول الله).
وهكذا يجلي مولانا الإمام المجتبى – عليه السلام – خلق العزة الإيمانية في تعامله مع طاغية زمانه وهو في أوج طغيانه، وفي المقابل نجد مصداقاً سامياً للتواضع للمؤمنين في الرواية التالية التي روتها عدة من المصادر المعتبرة، قال العلامة المجلسي في البحار؛
(روي عن الحسين بن علي – عليهما السلام – أنه قال: صح عندي قول النبي صلى الله عليه وآله: أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن بما لا إثم فيه، فإني رأيت غلاماً يواكل كلباً فقلت له في ذلك [يعني سأله عن سبب إطعامه الكلب] فقال: يا إبن رسول الله إني مغموم أطلب سروراً بسروره لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه، فأتى الحسين إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له، فقال اليهودي: الغلام فداء لخطاك وهذا البستان له ورددت عليك المال؛ فقال عليه السلام: وأنا قد وهبت لك المال، قال: قبلت المال ووهبته للغلام، فقال الحسين عليه السلام: أعتقت الغلام ووهبته له جميعاً، فقالت إمرأة قد أسلمت ووهبت زوجي مهري، فقال اليهودي: وأنا أيضاً أسلمت وأعطيتها هذه الدار.
وبهذه الرواية عن بركات التحلي بخلق إدخال السرور على قلب المؤمن نختم لقاء اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) شكراً لكم وفي أمان الله.