وقال الصافي في كلمة له خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة، إن "من الضروري ازاء تشعب الامور الحياتية ان يركن الانسان الى اهل العقل والحكمة لمشاورتهم، مبينا ان تجاوز المشورة وتصور الشخص بانه احاط بكل شيء ويبدأ بالتصرف وفق ذلك المنظور غرورا بالنفس واتكالا على العقل المجرد مع وجود من هو افضل واعقل واكثر حكمة يفضي الى الندامة".
واضاف أن "كل شخص يريد ان ينجح في مسيرة حياته سواء على الصعيد الاقتصادي والاسري والاجتماعي والسياسي وغير ذلك وبالتالي فان عليه الترتيب لذلك لضمان سلامة القرار الذي بدوره يحتاج الى روية، لافتا الى ان من يتصف باهل العقل والحكمة لايعطي رأيا جزافا ولايتعامل مع الانفعالات وانما يدرس الامور من جميع الجوانب ومن ثم يقرر لضمان سلامة قراره".
وبين ان "الانسان في بعض الحالات يبحث عن ناصح وعن معلم ومرشد وحكيم وعاقل، لافتا الى ان المقصود بالانسان العاقل ليس قبال المجنون بل الانسان الذي يمتاز بقدرته على تشخيص المشكلة وايجاد الحلول لها، مبينا ان اهل العقل والروية والحكمة في اي مجتمع يلجأ اليهم الناس للتوجيه بمقدار الانقاذ وحل المشكلة".
واشار الى أن "المشكلة عبر التاريخ ليس في اهل العقل والحكمة وانما بمن لايسمع لهم هذا من ناحية ومن ناحية اخرى المشكلة تكمن فيمن يدعي انه من اهل العقل والحكمة وهو على العكس من ذلك فيصد بنفسه عن اهل العقل الحكمة وتغيب عنه الحقائق، موضحا ان الشخص الذي لايكون من اهل الاختصاص لايستطيع ان يعالج نفسه وان عرض نفسه على الطبيب ووجهه الى امر معين ولم يكترث له سيبقى مريضا وان كان بينه وبين نفسه انه تعالج لانه في ذلك قد اوهم نفسه بانه تعالج والحقيقة انه لم يتعالج".
واكد على أن "كل منا بحاجة الى ان يشاور اهل المشورة، كما ان كل منا يحب ان يكبر ليس بالعمر وانما بما عنده من معرفة أو بما يكسبه من اهل العقل والحكمة من معرفة، مستدركا ان الانسان اذا لم تكن لديه المعرفة ولم يعتمد على اهل العقل والحكمة سيبقى صغيرا".
ولفت الى أن "اختيار اهل العقل والحكمة ليس بقرار وانما الانسان العاقل والحكيم يُميز بالتجربة ويُعرف على انه من اهل العقل والحكمة، مشيرا الى انه ليس من الانصاف ان لايستمع الانسان لاهل العقل والحكمة، مؤكدا على ان الانسان كما يختار لجسمه الطعام الجيد عليه ان يختار لعقله الفكرة الجيدة ويسعى لها وفي حال توفرت لابد عليه ان يعمل بها".
وبين الصافي أن "الانسان عندما ينظر الى المرآة فانه يرى نفسه على حجمها الحقيقي، منوها الى ان بعض المرآة تضخم شكل الشخص وبهذا تكون الصورة مزيفة وغير حقيقية"، مستدركا أن "من نعم الله على الانسان في حياته وجود اهل العقل والحكمة، وان الانسان في حياته بتفاوت المواقع التي يشغلها يحتاج الى من يستشيره وينبهه الى المخلص من المشكلة وبالتالي يكون سعيدا اذا حصل على الحل ويكون موفقا واسعدا اذا عمل بما قيل له".
وكان مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني قدر اصدر، الخميس، بياناً بشأن خطبة الجمعة. وبحسب ما أفاد البيان، أنه "لن تكون للمرجعية الدينية في يوم الجمعة خطبةٌ تتناول الشأن السياسي".