واستقبل مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، وفداً من أئمة ليبيا، لبحث أوجه تعزيز التعاون الديني بين دار الإفتاء المصرية وليبيا، خاصة في مجال مواجهة التطرف والإرهاب.
وقد كشف اللقاء عمق العلاقات التاريخية المصرية الليبية، والتواصل العلمي والديني بين علماء البلدين عبر التاريخ، وأكد شوقي أن دار الإفتاء المصرية في حربها ضد الإرهاب اتخذت العديد من الإجراءات التي من شأنها مواجهة هذا الخطر الذي بات يهدد الجميع.
وأشار شوقي، إلى أن الدار أنشأت في عام 2014 مرصداً للفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة، يقوم برصد الفتاوى والمقولات التكفيرية التي تبثها التنظيمات المتطرفة على مدار الساعة، وتقوم بتحليلها وتفنيدها والرد عليها عبر عدد من التقارير بلغ حتى الآن ما يزيد عن 500 تقرير.
وأوضح شوقي، أن التعاون بين العلماء في مختلف الدول أمر ضروري في الحرب ضد التطرف والإرهاب، لأن العلم يأخذ بأيدي الناس ويحصنهم ضد التطرف الفكري، ولا يمكن الوصول إلى الطريق الرشيد في الحياة إلا بالعلم، ليس فقط العلم الشرعي، بل كل علم من شأنه أن ينفع البشر.
وأكد أن التماسك المجتمعي أمر أساسى في بناء كل دولة وقوتها، مشيرا إلى التجربة المصرية الرائدة في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين عبر التاريخ، والتي تتسم بالمحبة والمودة والوئام.
وحذر المفتي من 'جماعات الإسلام السياسي' التي تغرس بذور التطرف، حيث كانت حسبه مصدر إلهام لتنظيم 'داعش' والفتاوى التي تكفر المجتمعات المسلمة، مؤكدا أن 'دار الإفتاء قامت بالرد على تلك الأفكار المنحرفة وتفكيكه'.
من جانبه، أثنى الوفد الليبي على مجهودات دار الإفتاء المصرية في 'نشر صحيح الدين والمنهج الوسطي المعتدل في الفتوى، ومواجهة الفكر المتطرف الذي أدى إلى تخريب الكثير من البلاد'.