السلام عليكم أيها الأعزة ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل ما تحبون وأنتم تدخلون معنا روضة فضائل الأخلاق المحمدية التي نتعرف عليها من سيرة سيدي شباب أهل الجنة صلوات الله عليه.
إخترنا لكم في هذا اللقاء ثلاث روايات فيها جميل التعليم والتأديب الإلهي لأزكى أخلاق المحسنين الذين يفوزون بحب الله.. كونوا معنا مشكورين.
الرواية الأولى ننتجها – أيها الأطائب – من كتاب تأريخ دمشق للحافظ الشهير إبن عساكر وهو من علماء الجمهور، ضمن حديثه عن سيرة السبط المحمدي الأكبر – صلوات الله عليه – وجاء فيها:
(قدم رجل المدينة [المنورة] وكان يبغض علياً [عليه السلام] فقطع به فلم يكن له زاد ولا راحلة، فشكى ذلك إلى بعض أهل المدينة فقال له: عليك بحسن بن علي. فقال له الرجل: ما لقيت هذا إلا في حسن وأبي حسن – أي نسب مسكنته تشاؤماً بالإمام علي ونجله الحسن عليهما السلام – فقيل له: فإنك لا تجد خيراً [إلا] منه. فأتاه فشكى إليه فأمر له بزاد وراحلة، فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالته).
وهكذا كان حلم الإمام المجتبى – سلام الله عليه – وصفحه عن الإجابة على شتيمة مبغضه سبباً في إهتداء هذا الرجل ومعرفته بأن الإمام الحسن – عليه السلام – هو من أهل البيت الذين وضع الله عزوجل فيه رسالته.
أيها الأكارم ومن سيرة الإمام الحسين – عليه السلام – نختار الرواية التالية التي رواها المؤرخون كما في كتاب المناقب، وهي تبين لنا أسمى أخلاق المحسنين الذين يحبهم الله عزوجل، جاء في هذه الرواية:
(جنى غلام للحسين – عليه السلام – جناية توجب العقوبة، فأمر به أن يؤدب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ، فقال: خلوا عنه، فقال: يا مولاي والعافين عن الناس، فقال: قد عفوت عنك، فقال: يا مولاي والله يحب المحسنين، قال: وأنت حر لوجه الله، ولك ضعف ما كنت أعطيك).
والرواية الثالثة نختارها من سيرة الحسين – عليه السلام – وهو يبين لنا جمال الأدب الإلهي، جاء في مقدمة كتاب (منهاج الصالحين) للمرجع الديني آية الله الشيخ الوحيد الخراساني:
(روي عن أنس قال: كنت عند الحسين (عليه السلام) فدخلت عليه جارية، فحيته بطاقة ريحان فقال لها: أنت حرة لوجه الله. فقلت: تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها، فتعتقها؟ فقال: كذا أدبنا الله. قال: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها" وقال: أحسن منها عتقها.
تقبل الله منكم أيها الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.