السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في هذا اللقاء في دوحة الأخلاق المحمدية الغراء التي تجلت في سيرة سبطي نبي الرحمة – عليهما السلام -.
وقد إخترنا لكم روايتين تبين لنا جميل تواضعهما لله وحسن مكافأة من يحسن إليهما بأي شكل من أشكال الإحسان.
أيها الأعزاء، الرواية الأولى نقلها المؤرخون من مختلف المذاهب الإسلامية ونحن ننقلها لكم من الجزء الثالث من كتاب (مناقب آل أبي طالب) للمؤرخ الفقيه الحافظ الحلبي المازندراني، من أعلام العلماء في القرن الهجري السادس، قال – رضوان الله عليه - :
قال أبو جعفر المدائني في حديث طويل: خرج الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر حجاجاً، ففاتتهم أثقالهم فجاعوا وعطشوا فرأوا في بعض الشعاب خباءاً رثاً وعجوزاً فاستسقوها، فقالت: أطلبوا هذه الشويهة، أي الشاة الضعيفة، ففعلوا واستطعموها، أي طلبوا الطعام، فقالت: ليس إلا هي – تعني الشاة – فليقم أحدكم فليذبحها حتى أصنع لكم طعاما، فذبحها أحدهم ثم شوت لهم من لحمها وأكلوا وقيلوا عندها، أي إستراحوا، فلما نهضوا قالوا لها: نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا انصرفنا وعدنا، أي إلى المدينة، فألممي بنا فإنا صانعون لك خيرا.
ثم رحلوا ومضت الأيام فأضرت الحال، بتلك العجوز، فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فبصر بها الحسن عليه السلام فأمر لها بألف شاة وأعطاها ألف دينار وبعث معها رسولاً إلى الحسين فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبدالله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.
مستمعينا الأفاضل، ومن جميل أخلاق السبطين في التواضع لله وحسن مكافأة من أهداهما شيئاً ما رواه المؤرخون كالحافظ الحلبي في المناقب وغيره؛ ونقله آية الله المرجع الديني الشيخ وحيد الخراساني في مقدمة كتابه منهاج الصالحين، وجاء فيه: أن الإمام الحسين – عليه السلام – مر بمساكين قد بسطوا كساء لهم وألقوا عليه قطعاً من الخبز يأكلونها، فقالوا: هلم يا بن رسول الله، فجلس وأكل معهم، ثم تلى قوله عزوجل "إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ" ثم قال: أجبتكم فأجيبوني، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للجارية: أخرجي ما كنت تدخرين، فأخرجت ما كان تبقى من نفقته – صلوات الله عليه – فقسمه بين اولئك المساكين فأغناهم جميعاً فانصرفوا وهم يحمدون الله عزوجل ويشكرون وليه الحسين – صلوات الله عليه -.
وفقنا الله وإياكم مستمعينا الأطائب طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (من أخلاق السبطين) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران... دمتم بألف خير وفي أمان الله.