السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، تحية طيبة مباركة نهديها لكم في مستهل هذا اللقاء المتجدد في روضة أخلاق سيدي شباب أهل الجنة (عليهما السلام).
أيها الأعزاء.. من أبرز أخلاق أهل البيت – عليهم السلام – الإقدام على التضحية في سبيل الله، فهم قد اقتدوا بجدهم المصطفى – صلى الله عليه وآله – الذي قابل عروض قريش للتخلي عن تبليغ رسالات الله بقوله: "لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه".
وقد تجلى هذا الخلق الجهادي الكريم في سبطيه بأسمى صوره فننقل لكم نموذجين منه في هذا اللقاء فتابعونا على بركة الله.
روي من طريق الفريقين أن الإمام المجتبى خطب في جيشه عندما عرض معاوية عليه السلام، فقال – عليه السلام - : "بعد حمد الله عزوجل" إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ألا وإنا لكم كما كنا، ولستم لنا كما كنتم.
ألا وقد أصبحتم بعد قتيلين: قتيل بصفين تبكون عليه وقتيل بالنهروان تطلبون ثأره، فأما الباقي فخاذل وأما الباكي فثائر، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عزوجل بظبا السيوف وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذناه وأخذنا لكم الرضا، فناداه القوم من كل جانب البقية البقية.. فلما أفردوه أمضى الصلح.
فكان موقف المجتبى (عليه السلام) هو للإبقاء على حياة الناس وليس حياته وهو الراغب في الشهادة في سبيل الله.
وفي سيرة سيد الشهداء سلام الله عليه نقرأ في كتاب بحار الأنوار، قيل له يوم الطف: إنزل على حكم بني عمك.
قال (عليه السلام): لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد، ثم نادى يا عباد الله! إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
وقال (عليه السلام): موت في عز خير من حياة في ذل.. وأنشأ (عليه السلام) يوم قتل يقول: الموت خير من ركوب العار والعار أولى من دخول النار.
وإلى هنا نصل إلى ختام حلقة أخرى من برنامج (من أخلاق السبطين) شكراً لكم على طيب الإصغاء وفي أمان الله.