سل المجدب الظمآن أين مصيره
وها عندنا روض الهدى وغديره
وسل خابط الظلماء كم هو تائه
ألم ير بدر الرشد يسطع نوره
ألا نظرة نحو اليمين تدلّه
على قصده كي يستقيم مسيره
اذا ما اقتفى في السير آثار حائر
فمن عدل ديّان الرى من يجيره
أبا حسن تالله أنت لأحمد
أخوه وقاضي دينه ووزيره
وإنّك عون المصطفى ونصيره
أو إنّك عين المصطفى ونظيره
فلا أمّة إلا وأنت أمينها
ولا مؤمن إلاّ وأنت أميره
وأنت يد الله القويّ وحبله الـ
متين وحامي دينه وسفيره
وأنت الصراط المستقيم وعندك الـ
جواز فمن تمنحه جاز عبوره
بك الشرك أودى خيله ورجاله
وثقل قريش عيره ونفيره
فما زلت للحق المبين تبينه
وبالسيف من يبغيه سوءاً تبيره
إلى أن علا هام الجبال مناره
وأشرق في كل الجهات منيره
فمن جاء مغتالاً فأنت تميته
ومن جاء ممتاراً فأنت تميره
وأنت قسيم النار قسمٌ تجيزه
عليها وقسمٌ من لظاها تجيره
ولمّا استتمّ الدين أوفى نصابه
وشيدت مبانيه وأحكم سوره
رقدت قرير العين لست بحافل
بحقد أخي حقد عليك يثيره
ومثلك من إن تمّ للدين أمره
فما ضرّه ألاّ تتمّ أموره
ولو شئت أثكلت العدوّ بنفسه
فأصبح يعلو ويله وثبوره
ببأس يدٍ لو صُلْتَ يوماً بها على
ثبير إذاً لاندّك منها ثبيره
ولكن رأيت الصبر أحجى ولم ينل
ثواب مقام الله إلاّ صبوره
فديتك أدرك بالشفاعة مذنباً
إذا أنت لم تنصره عزّ نصيره
ولايته إيّاك أقوى وسيلة
سيمحى بها تقصيره وقصوره