يا ليت شعري هل إلى
تلك المواطن لي قدوم
ومتى أنال بهنّ من
تعفير خدّي ما أروم
ومتى أراني خادماً
بإزاء تربته أقوم
حيّاك قبراً بالغري
من الحيا هطلٌ سجوم
يا قبر فيك المرتضى
والسيّد السّند الكريم
فيك الوصيّ أخو النبي
لمختار والنبأ العظيم
فيك النجاة من الردّى
فيك الصّراط المستقيم
فيك الموازر والمواخي
والمواسي والحميم
فيك الشجاعة والنّدى
والعلم والدّين القويم
فيك المكارم والعلا
والمجد والشرف الصميم
فيك الإمامة والزّعامة
والكرامة لا تريم
فيك الذي يشفى بترب
نعاله الطّرف السّقيم
فيك الذي لو أنصفت
لهوت لمصرعه النجوم
فيك الذي كانت تحاذر
بأسه الصيد القروم
فيك الذي كانت تخفّ
لهول موقفه الحلوم
فيك الخصيم عن المهيمن
يوم تجتمع الخصوم
لمحبّه دار البقا
ولمن يعاديه الجحيم
من ذا سواه لهذه
ولتلك في الأخرى قسيم
صرفته أرباب الشقا
عمّا حباه به العليم
لم ترع تلك المكرمات
وذلك السّبق القديم
خذها أمير المؤمنين
كما زها الدرّ النظيم
كالرّوض باكره الحيا
وتخطّرت فيه النسيم
من مخلص لك لم تخالجه
الشكوك ولا الوهوم
وأعذر فكلّ مفوّه
لسن بحقك لا يقوم
من ذا يفي بعظيم حقك
إنّه الحقّ العظيم
فأجزه واقبل عذره
فالعذر يقبله الكريم
وأشفع له إذ ليس ينفعه
الصّديق ولا الحميم
فعساه يظفر من رضى
ربّ الأنام بما يروم