بسم الله والحمد إذ ارتضى لعباده دينه الحق الذي تمت به نعمته الكبرى بموالاة ومودة صفوته المنتجبين حبيبنا محمد الصادق الأمين وعترته الأطيبين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة المستمعون ورحمة الله وبركاته؛ معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج نتقرب فيها الى الله تبارك وتعالى بمدائح أنواره الذين جعل ذكره في ذكرهم وحبه وطاعته في طاعتهم ورضاه في رضاهم – عليهم السلام -.
أيها الأفاضل، الإمام علي بن الحسين السجاد هو – عليه السلام – منار العبادة الخالصة لله، الذي إختاره تبارك وتعالى أسوة للعابدين المخلصين والموحدين الصادقين يعلمهم آداب العبادة والدعاء طبق الطريقة المحمدية البيضاء فهو (زين العابدين) كما لقبه وقبل مولده جده المصطفى الصادق الأمين – صلى الله عليه وآله الطاهرين -.
نقرأ لكم في هذا اللقاء مديحتين لسيد الساجدين – عليه السلام – فيهما إشارات قيمة لهذه الحقيقة؛ وهما من إنشاء إثنين من شعراء الولاء في العراق هما الدكتور السيد عبدالهادي الحكيم والأستاذ أبو محسد نزار الفرج النجفي جزاهما الله خير الجزاء.
نبدأ أيها الأكارم بمديحة السيد عبدالهادي الحكيم التي يخاطب فيها مولانا زين العابدين عليه السلام بقوله:
دُعَاؤُكَ لاَ الشعْرُ المُوَشَّى وَلاَ النَّثْرُ
يُغِيثُ جَدِيبَ الروْحِ وابِلُهُ الثَّرُّ
زَهَتْ أَحْرُفٌ عُجْمٌ بِأَنَّكَ صُغْتَها
"صَحَائِفَ"تُتْلَى كُلَّما تُلِيَ "الذِّكْر"
يُزَيِّنُ حَمْدُ الله وَالشُكْرُ صَدْرَها
وَمَا يَنْبَغِي إِلاّ لَهُ الحَمْدُ وَالشَّكْرُ
إِذا مَا بَدَتْ لِلذَّنْبِ تَابَ، وَإِنْ دَنَتْ
مِنَ الوِزْرِ أَرْخَى جَفْنَهُ وَبَكَى الوِزْرُ
وَإِنْ نَجَمَتْ لِلْهَجْرِ فَاضَ سَماحَةً
وَأَسْرَعَ مُشْتَاقاً إِلى الصِّلَةِ الهَجْرُ
وَلَيْلٍ طوِيلٍ بِتَّ تُحْيِيهِ عَابِداً
يَغَارُ الضُّحَى مِنْهُ وَيَحْسُدُهُ الفَجْرُ
تُضِيءُ دَيَاجِيهِ اشْتِياقاً وَلَهفةً
فَيَبْيَضُّ مُسْوَدٌّ وَيُشْرِقُ مُغْبرُّ
تَقُومُ وَتَهْوِيْ ثُمَّ تَهْوِي تَضَرُّعاً
وَتَسْجُدُ حَتَّى يَشْتَهِي صَبْرَكَ الصَّبْر
ُيُبَاهِي بِكَ اللَّيلُ البَهِيمُ صَبَاحَهُ
وَيُغْضِيْ حَيَاءً مِنْ تَهَجُّدِكَ البَدْرُ
رَحَلْتَ فَضَجَّ النَّاسُ حُزْناً وَلَوْعةً
عَلَيكَ وَسَالَ الدَّمْعُ وَانْذَهَلَ الفِكْرُ
وَأَجْهَشَ"مِحْرابُ النَّبي" و"قبرُه"
وَأَنَّ بِجَنْبِ "القَبْر" مُنْتَحِبَاً "قَبْرُ"
وَنَاحَ بِشَجْوٍ في "الغَرِيَيْنِ" نَائِحٌ
فَرَدَّدَ شَجْوَ النَّوْحِ مِنْ "كَرْبَلا نَحْرُ"
يُسائِلُ"بَيْتُ الله" عَنْكَ "مَقَامَه"
وَيَسْألُ مُشْتَاقاً لَكَ "الحَجَرَ" "الحِجْرُ"
رَحَلْتَ وَآثارُ "الجِرَابِ" جَدِيدَةٌ
"بِظَهْرِك"تُخْفِيها كَمَا يَخْتَفِيْ السِّرُّ
فَأَعْوَلَ أَيْتامٌ وَساءَلَ أُمَّهُ
(بَطِيْبةَ)طِفْلٌ شَاحِبُ الوَجْهِ مُصْفَرُّ
أَأُمَّاهُ هَذا اللَّيلُ جَاءَ وَلَمْ يَجِيءْ
كَعَادَتِهِ بِالبُرِّ ذَاكَ الفَتَى البَرُّ..؟
رَحَلْتَ وَ"عَضَّاتُ الحَدِيد" وَ"حَزُّهُ
بِجيدِكَ"لا تَبْلى وَإِنْ بَلِيَ الدَّهْرُ
سَتَبْقَى بِقَلْبِي النَّارُ يُذْكِي لَهِيبهَا
وَيُشْعِلُهُ مِنْ "نَارِ خَيْمَتِكَ" الجَمْرُ
مستمعينا الأطائب، كانت هذه مديحة الأديب الدكتور السيد عبدالهادي الحكيم لمولانا رابع أئمة العترة المحمدية السجاد – عليه السلام – ونقرأ من مديحة سجادية غراء للأديب المبدع الأستاذ أبي محسد النجفي قوله:
شمس تسامت فما امسى محياها
وأي معنى يباهي الشمس معناها
يا من تجلى بأوصاف ومكرمة
لا يبلغ الشعر فحواه وفحواها
هل يبلغ الوصف من كانت مآثره
تفوق كل الندى بل كان أنداها
سجادة بين عيني ساجد نطقت
ذاك الخشوع لمن للمشس سواها
يا ملهماً يا تقياً عالماً ورعاً
الله ألهم هذي النفس تقواها
أبا لفصاحة عذراً ما وصلت الى
ذاك القريض الذي في سيدي باهى
يا سيد الساجدين الوصف أتعبني
والشعر مثليّ محتار وقد تاها
(هذا الذي تعرف البطحاء وطأته)
نال الفرزدق فيها جل مرقاها
ويتابع الأخ أبو محسد النجفي مديحته مشيراً الى قبول الإمام زين العابدين لجوء مروان بن الحكم الأموي طلباً لحمايته عليه السلام من الساخطين على بني أمية في ثورة أهل المدينة ضد يزيد بعد واقعة كربلاء؛ فقد قبل عليه السلام لجوء مروان وحماه رغم شدة عداوته لأهل البيت وتحريضه الأمويين على قتل الحسين – عليه السلام – قال الشاعر النجفي مخاطباً سيد الساجدين – عليه السلام:
يا سيدي يا بن من اسرى الإله به
اني قصدك يا من كنت مأواها
نعم تكفلت بل آويت من نصبوا
لك العداوة تحميها وترعاها
الله أكبر ما هذا السخاء وما
اتقى فؤاد لأنداها واسماها
ختاماً تقبلوا منا مستمعينا الأطائب أطيب الشكر على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
في أمان الله..