بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بضياء محبة صفوته المنتجبين وأبواب رحمته العظمى للعالمين سيدنا المصطفى الأمين محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الإخوة والأخوات؛ لمولانا أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين عليهما السلام منزلة خاصة في قلوب أهل الولاء الحق، لأنه عليه السلام قد خلد لهم بسيرته المعطاء أمهات دروس صدق الإيمان مجسدة في مواقفه الخالدة.
وتلكم مواقف علمنا فيها وعملياً قمر الهاشميين حقائق الفتوة الحيدرية وهدانا الى خصال المحمديين الصادقين الذين يحبهم الله ورسوله – صلى الله عليه وآله.
من هنا كانت سيرة ومواقف حامل اللواء الحسيني الأغر وساقي المؤمنين من كوثر الولاء؛ محط أنظار أدباء الولاء، يتأملون فيها ويستلهمون منها أزكى دروس التوحيد الخالص.
وهذا ما نلمحه بوضوح في القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء وهي من إنشاء الأديب والشاعر الولائي المبدع الأستاذ جاسم الصحيح من الجزيرة العربية.
القصيدة وجدانية مؤثرة وبليغة وقد إختار لها الأستاذ جاسم عنوان (فارس النهر في حضرة قمر الهاشميين) تابعونا مشكورين مستمعينا الأطائب ونحن نقرأ هذه القصيدة الغراء على بركة الله.
قال الأستاذ جاسم الصحيح:
وقفتَ على شط الفرات مُعَلِّما
وسطرت ناموس الأخوة بالظما
وعدت وفي عينيك حطت قبيلة
من الشرف العالي فألفت لها حمى
كأنك لم تحمل من الماء قربة
ولم تنعقف زندا عليها ومعصما
ولكن حملت النهر من مستقره
وأقبلت في أمواجه ثائر الدِّما
وما عدت تزهو بالحديد محَزَّماً
ولكن بدستور الوفاء محزما
مشيتَ كما تمشي القصيدة في الهوى
مجازاً شجياً أو بديعاً متيماً
حسامك أهدى الأبجدية حده
وباللغة الفصحى جوادك حمحما
هنا فارس سيف حصان وقصة
رواها لسان الريح حتى تلعثما
هنا أنت تغتال المسافة عابراً
من النهر أو بالنهر تنوي المخيما
هنا رحت تختط المنايا قصائداً
وتكسو قوافيهن لحماً وأعظُما
هنا القربة الحبلى أراقوا جنينها
من الماء فاغتالوك ورداً وموسما
هنا دمك الممتد من وجع الثرى
إلى نجمة الحب الأخيرة في السما
ذراعاك منهوبان إلا عزيمة
تمد ذراعيها إلى الله سُلَّما
ذراعان ما زالا على كل موقف
يفيضان في مجرى الضمائر زمزما
أبا الفضل وارتد الصدى مثلما الندى
رقيقاً كأن الماء باسمك تمتما
هنا روحك انصبت فراتاً ودجلة
وأهدتك للدنيا عراقاً مُعَظَّما
وجرحك من فرط القداسة لم يزل
على هامة التاريخ جرحاً مُعَمما
وكل ذراع من ذراعيك كوكب
تجلى ليمحو من سماواتنا العمى
أتيتك للسقيى وهاذا أوانها
فقد عادت الذكرى تهز المُحَرَّما
تدلى على جفنَيَّ غيم من الأسى
وألفاك عنوان الإباء فما هما
ذراعاي لو كانت تليق بضيغم
لما خلتها تختار غيرك ضيغما
أتيتك للسقيى ففي القلب صارم
من العطش المسلول جمراً وعلقما
وثمة أطفال عطاشى بداخلي
تناديك يا عماه من خيمة الظما
فهبني بياناً يستعيدك معجماً
من الشيم الكبرى ويجلوك منجما
فيا طالما اشتاقت مدائن خاطري
توشي مداها من معانيك أنجُما
ولكن تخطفت العبارة من فمي
وعدت وهذا أنت تختطف الفما
كأني في نجواك من فرط خشعتي
أقيم لنفسي في رحابك مأتما
كانت هذه مستمعينا الأكارم قصيدة (فارس النهر) وهي في مدح معلم الولاء الحق والسماحة والفداء قمر بني هاشم أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين عليهما السلام، وهذه القصيدة هي من إنشاء الأديب المبدع الأستاذ جاسم الصحيح من ديار الحرمين الشريفين.
وبانتهائها ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. دمتم في أمان الله سالمين والحمد لله رب العالمين.