بسم الله والحمد لله الذي أحيا قلوبنا وأنار أرواحنا بحب الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج إخترنا له قصيدتين في مدح الأمل الإلهي المأمول مولانا حجة الله وخليفته إمام زماننا المهدي المنتظر – عجل الله فرجه -.
أيها الأفاضل، كتب الباحث الفرنسي الشهيد هنري كوربن المتخصص في علم الأديان؛ بحثاً مفصلاً بشأن الأديان السماوية خلص فيه الى نتيجة محورية مهمة قال فيها إن مذهب أهل البيت المحمدي هو النهج الوحيد الذي حفظ ارتباط الإنسان بالسماء من خلال الإيمان بأن الله عزوجل لم يخل الأرض من إمام يكون عبره الإرتباط به عزوجل؛ فالإيمان بحياة هذا الإمام يعني حياة الأمل في قلوب الخلق بحتمية إقامة الله حكمه الشمولي العادل في الأرض لكي تتحقق للإنسان كل طموحاته الفطرية.
وهذه الحقيقة العقائدية المهمة جسدها عديد من أدباء الولاء في مدائحهم لمولانا خليفة المهدي الموعود – عجل الله فرجه – ومنهم الأديب العالم سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني؛ وقد إخترنا لهذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار قصيدتين من شعره المهدوي تأتيكم الأولى بعد لحظات فابقوا معنا مشكورين.
قال سماحة الشيخ الخاقاني في قصيدة عنوانها (أيا حجة الرحمن) مخاطباً إمام العصر – أرواحنا فداه -:
قد جاء يركع في محرابكَ القدرُ
وأنت للمجد أهلٌ أيّها القمرُ
وقد أتتكَ ودمع العين منهملٌ
تشكو إليك أساها الآيُ والسّورُ
فذا هو الحق بعد العز مضطهدٌ
قد نال منه ضلال الجهل والشرر
والعدل أضحى شعارا يستعان به
مكرا إذا ما تهاوتْ في الوغى الزبر
والعلم قد صار في كفّ الهوى شَرَكا
به النفاق لحكم الجور ينتصر
والمتقون ذوو الألباب في نكدٍ
من الحياة هو الإعصار والكدر
فارْفعْ بعزمك صوت الحقّ منتصرا
فالدين قد كاد للأهواء يندثر
قد راح يلعب فيه الماكرون ومَنْ
قد هزّهُ لدجى أحلامه البطر
ونحن فوق ذرى الأعواد مدرسة
تتلى بها من عظيم الحكمةِ الدرر
لكنما الفعل من أجل الهوى شطط
والعزم للوهن مفلولٌ ومحتضر
فإنقذ أيا حجة الرحمن أمّة مَنْ
قد كان للحق نورا فيه يُفتخر
حتى مَ يبْن الكرام الغرّ منتهبٌ
منكم تراث بأيدٍ كفها قذر
حتى مَ نحن نعيش الكرب في زمن
قد راح يُرْهِبُ فيه المؤمنَ الشررُ
حتى مَ صبرُك والأوغاد قد هدمتْ
لكم عروشا بها الآفاق تزدهر
حتى مَ يلعب بإسْم الدين طاغية
ويدّعي الحقّ وهو الكفر والغرر
حتى مَ في كعبة العشاق يحكم مَنْ
هو الضلالة والأحقاد والضرر
وفي قصيدة مهدوية قصيرة يقول العالم الأديب سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني حفظه الله تحت عنوان (الأمل الصادق):
ما حديث الوجد وهمٌ أو جزعْ
أو خرافات أمان للطمعْ
بل ولا كان خيالا سالكا
بذوي الأوهام في تيه البدع
لا ولا كان سبيلا للدجى
يفضح المرء إذا النقع إرتفع
كيف لا وهو ينابيع الندى
من سما العرفان من قبل الفزع
وهو نور الله في قلب التقى
إنْ تجافى الليل والغيم إنقشع
إنه حبّ لآل المصطفى
ولحكم العدل إنْ صبحٌ طلع
صبح آياتٍ وفخر وعلا
يملأ الأرض رشادا إنْ وقع
بيد القائم ذاك المرتجى
لبزوغ الشمس من بعد الجزعْ
نشكركم مستمعينا الأكارم على كرم الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعاية سالمين.