بسم الله نور النور والحمد لله الذي خلق من نوره أنوار هدايته للعالمين وينابيع رحمته للخلائق أجمعين حبيبه وحبيبنا طاها الأمين محمد وآله الأطيبين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات؛ أزكى التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأكارم؛ (نبع الهداية والنقاء) هو العنوان الذي اخترناه لمديحة حلقة اليوم من البرنامج؛ وهي من المدائح التي تجمع ببلاغة بين البراءة والولاء؛ منطلقة من كلمة التوحيد الخالص (لا إله إلا الله)، وهذه الكلمة الطيبة تنقل المؤمن للتوحيد الخالص من المنطلق التوحيدي الخالص يجري على البراءة من أعداء الله ورسوله – صلى الله عليه وآله – فهي منطلق الولاء لأوليائه الصادقين المعصومين عليهم السلام.
وهذا ما جلاه أخونا الأديب الولائي المعاصر عمار جبار خضير في القصيدة التالية وقد أنشأها في مدح الإمام العاشر من أوصياء النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – مولانا النقي علي الهادي سلام الله عليه.
تابعونا مشكورين..
بدأ الأخ عمار مديحته بالتشوق لجميع أهل بيت النبوة والرحمة المحمدية – عليهم السلام – قبل أن يخلص الى مدح عاشر الأوصياء المحمديين؛ قال حفظه الله وجزاه عن أئمته خير الجزاء:
نفسي تروحُ وتغتدي أشواقُها
حمّالةٌ للوجدِّ في أعماقِها
سلكت طريق العاشقين واصحرت
يمشي على استحياءه أطراقُها
وانا المُدوّنُ شوقها وهيامَها
والنبضُ مني قد غدا أوراقها
عجباً لمن لمِسَّ الجمالَ نبوغُهُ
لا يهتدي فيما اهتديتُ وساقها
قِطعاً مِنَ الحُبِّ المُقفى فيهمُ
كالشهدِّ حلوٌّ في المَقالِ مَذاقُها
ويجرمُ الدهرَ الخؤونَ لأنهُ
يأبى الضغائنَ تركها وفراقها
ما انفكَ يعضدُ زمرةً أهواءَها
محضُ افتراءِ شِقاقِها ونِفاقِها
جعلت من الدِّينِ الحنيفِ تجارةً
لتبيعَ ما ابتدعت به اسواقُها
لم أنسَ سامراءَ لستُ بتاركٍ
ما قدمت نفسي هنا ميثاقَها
أم كيفَ أنسى جُرحها ذاك الذي
نارٌ تريدُ لمهجتي أحراقَها
لكنَّ صبريَ والعزاءُ تأسيّاً
بخلودِ من قدْ شَرفوا آفاقَها
قومٌ اذا عُدَّ الفَخارُ فأنهم
أعلى الخليقةَ والفَخارُ بُراقها
قل للعراقِ وقد حوى أجسادَهم
طوبى بهذا بالحظَ عراقَها
واللهِ مُشتاقٌ لسامـــرا وذي
روحي وكلُّ مشاعري تشتاقُها
فهناكَ مجدٌّ للنبوّةِ قائـــمٌ
وشذى الإمامةِ ضوّعت أعباقُها
أخلع نِعالكَ أن أتيتَ لروضةٍ
ضَمت لنورِ الله في اطباقها
فبها عليٌّ سيرةٌ لا تنتهي
سعيُّ الطغاةِ وكيدهم ما عاقها
هو ذلكَ الهاديِ الإمامُ المرتجى
في النشأتينِ وللعلا خفّاقها
مِنْ وحيّهِ وعلى يديهِ تواصلت
هذي العقيدةُ وهي في مصداقِها
تبقى مناراً يهتدى بسبيلها
تبقى لشرعةِ جدِّهِ أحقاقُها
وبها انطوت أهلُّ الولاء وغيرُها
ظهر النقيضُ وواضحٌ إخفاقُها
ابنُ الجوّادِ مُحَمْدِّ وابنُ الرِضا
المَكرُماتُ بكفّهِ قدْ ساقها
وهدى الى شرعِّ الالهِ ودِّنِينهِ
والناسَّ قامَ مُذِباً أخلاقَهالا
بركاتهُ للقاصدينَ موائدٌ
وبها جنت أهل النُهى أرزاقَها
أما النقّاءُ فإنما هوَ وصفُها
أما التُقى فإمامُنا مِصداقُها
كأبيهِ عن أباءهِ في علمهِ
وبنورهِ شمسُّ الهدى أشراقُها
والشمسُّ مهما حالوا حَجباً لها
رسمَ الصباحُ بوجههِ أطواقها
فانظر بني العباسِّ أينَ مآلهم
ومآل مَن نفخت لهم أبواقها
زالوا وزالت دولةُ لم ينطلق
الا على حربِ الهداةِ سباقُها
ذهبت كآل أميّةٍ بفجورها
واللهُ بالوعدِّ المحتمِ حاقها
وخلودُ آلِ مُحَمْدٍّ هوَ روعةٌ
تحتارُ في تقريضها عشاقُها
كانت هذه مستمعينا الأفاضل مديحة غراء لنبع الهداية والنقاء عاشر أئمة الهدى مولانا الإمام النقي علي الهادي سلام الله عليه وهي من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ عمار جبار خضير وفقه الله لكل خير.
وبإتمامها نختم أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) شاكرين لكم طيب الإستماع... لكم دوماً من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أصدق الدعوات.
في أمان الله..