بسم الله والحمد لله الذي رزقنا مودة واتباع أنوار هدايته ومعادن حكمته وأبواب رحمته المصطفى محمد المختار وآله الأطيبين الأطهار عليهم صلوات الله آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله، معكم على بركة الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج، وقد أعددنا لكم فيها مديحتين الأولى في حب سيد الأنبياء المصطفى – صلى الله عليه وآله – والثانية في حب سليله وخاتم أوصيائه المهدي الموعود – عجل الله فرجه -.
وفي المديحتين أجمل التصوير النفي لبركات هذا الحب القدسي في جعل المحب يسير على الصراط المستقيم مبتغياً مرضاة الله في جميع شؤونه وهو يقتدي بمن أحب وهم أحباء الله الأكرمين محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين -.
المديحة الأولى هي من إنشاء أديبة مبدعة من حاضرة القطيف هي الأخت الكريمة رباب آل رامس حفظها الله، أما الثانية فهي للعالم الأديب سماحة السيد محمد هادي مرتضى الحسيني العاملي من لبنان..
تابعونا مشكورين...
أيها الأكارم، تحت عنوان (على شاطئ الرحمة) أنشأت الأخت الكريمة رباب آل رامس هذه المديحة في المولد النبوي مخاطبة سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله – بقولها:
سرت الهوينا ونبضي طوع أنفاسي
أجدد العهد أتلو فيض إحساسي
طابت محافلنا بالمصطفى ألقاً
كأنها بهجة في صبح أعراس
لسدرة المنتهى تعلو مدائحنا
كأنها النحل يعلو زهرة الآس
أصاب لبي در من محاسنه
ما لا يجارى بياقوت وألماس
في يوم مولده فاضت مشاعرنا
فكحل الشعرُ بالأنوارِ كراسي
شع الكمال على الأفلاك صيرها
سبحا من النور في وهج بأقباس
سرت مراكب شوقي في محبته
فذا شرع الهوى يجرى بإحساسي
أخلصت قلبي في اشراق طلعته
أحرمت في حبه والشوق نبراسي
كم عانقتني زهور من مودته
وكم سقيت بسيل الحب أغراسي
لأن أدار الورى في الحبِّ كأس هوى
فقد ملأت بحب المصطفى كاسي
فمن يسائلُ قلبي عن مودته
ونبضهُ خافقٌ يعدو بأفراس
ولهى أسير وقلبي فيك يسبقني
والود حبري وكان الشوق قرطاسي
ولي وقوف على أبواب قدسكم
الى ولوج تسامى فيه احساسي
سجدت في ساحه والنور يغمرني
وصرت أنشق طهراً فيه إيناسي
فضاع مسك بروض من مخامله
وطهر القلب من آثار خناس
فهل سماح بفضل منك أعرفه
فتعرج الروح فيكم سادة الناس
ما نابني حَزَنٌ في يوم نائبة
إلا ولطفك حصني قبل أتراسي
فلا تكلني الى نفسي بنازلة
قامت على اثرها ساعات وسواس
أنا الفقير لكم في ساعتي وغدي
وأنتم ملجئي في سيري القاسي
غابت طلائعكم لكن رحمتكم
اكليلها في المدى يحنو على الراس
وذي صلاتي عليكم تستطيل إلى
عرش السماء فراديساً بأقداس
جزى الله خيراً أختنا الأديبة الولائية المبدعة رباب آل رامس من حاضرة القطيف حفظها الله على هذه القصدية البديعة في بيان بركات حب المصطفى نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله -.
وهذا الحب القدسي النبيل نجد في القصيدة التالية تصويراً بليغاً لإمتداد بركاته في حب خاتم الأوصياء المحمديين إمام زماننا خليفة الله وبقيته المهدي – أرواحنا فداه – وهي – كما أسلفنا – من إنشاء العالم العاملي الأديب السيد محمد هادي مرتضى الحسيني حفظه الله يقول سماحته مخاطباً صاحب الزمان – عجل الله فرجه -:
شوقٌ عـلى شوقٍ وقلبي يخفقُ
تفديك روحي هكذا من يعشقُ
يا من أطل البدر وسـط تمامه
وبنوره نور الهـدى يتألق
أهدى إليك الحبّ صدق مشاعري
وسِمات حبّي من ولائي تنطق
فقطعت دهري من رضاك تشيعاً
حُسنُ الولائي طائعاً أتشوق
فانظر بعين هداك عبداً مُدنفاً
عبراته ممّـا بـه تتدفق
عَبَثتْ به الأنطاع خشيـة صوته
هيهات يـخشى تابعاً يتملق
نار الهوى جالت وبين جوانحي
لا تنطفي وتكلّ عمـّا تحرق
فالمجتبى حسنٌ ومنه إلى الرضا
وبقية الرهط الذي أتـوثق
وبغائبٍ غاب الأمان بـفقده
فمتى ظهورك سيدي يتحقـق
ومتى ظهورك يحلو قادما
تفديك روحي هكذا من يـعشق
وبهذه الأبيات الرقيقة لسماحة السيد محمد هادي مرتضى الحسيني العاملي حفظه الله ننهي أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) شاكرين لكم طيب المتابعة والإصغاء وقد استمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران دمتم في أمان الله.