بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الذي هدانا للتقرب إليه بوسائل رحمته الكبرى للعالمين محمد وأهل بيته الطاهرين صلواته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من برنامجكم هذا نقرأ لكم فيه أبياتاً من مديحة زينبية لها قصة جميلة.
هذه المديحة نختارها مع قصتها من كتاب صنفه أحد علماء أهل السنة المصريين في القرن الهجري الثاني عشر الفقيه والمفسر الشيخ عبدالرحمان الأجهوري المقري مؤلف كتاب (مشارف الأنوار)، وفي هذا الكتاب ذكر – رحمة الله عليه – أنه وفي سنة ألف ومئة وسبعين للهجرة حل به هم كبير أرقه وسلبه السكينة، فلجأ الى مقام السيدة الصديقة زينب الكبرى – عليها السلام – وقرأ فيه هذه المديحة وببركتها – عليها السلام – فرج الله عنه وأزال عنه همه.
وفي ذلك مستمعينا الأفاضل نموذج لعمل علماء المسلمين بمختلف مذاهبهم بما دعتنا إليه صحاح الأحاديث الشريفة من التوسل الى الله عزوجل بأهل بيت الرحمة المحمدية – صلوات الله عليهم أجمعين -.
قال الشيخ الأجهوري المقرئ في مديحته وهو يحمد الله على معرفة أهل البيت – عليهم السلام -:
آل طه لكم علينا الولاء
لا سواكم بمالكم آلاء
مدحكم في الكتاب جاء مبيناً
أنبأت عنه ملة سمحاء
حبكم واجب على كل شخص
حدثتنا بضمنه الأنباء
إنني لست أستطيع امتداحاً
لعلاكم وأنتم البلغاء
كيف مدحي يفي بعلياء من قد
عجزت عن بلوغه الفصحاء
شرفت مصرنا بكم آل طه
فهنيئاً لنا وحق الهناء
منكم بضعة الإمام علي
سيف دين لمن به الإهتداء
خيرة الله أفضل الرسل طراً
من له بيوم المعاد اللواء
زينب فضلها علينا عميم
وحماها من السقام شفاء
كعبة القاصدين كنز أمان
وهي فينا يتيمة عصماء
وهي بدر بلا خسوف وشمس
دون كسف وبضعة زهراء
وهي ذخري وملجاي وأماني
ورجائي ونعم ذاك الرجاء
قد أنخت الخطوب عند حماها
فعسى تنجلي بها الضراء
ليس إلاك وصلتي لنبي
خمدت عند نصره الأعداء
من كراماتها الشموس أضاءت
أين منها السها وأين السماء
من أتاها وصدره ضاق صبراً
من عسير أو ضاق عنه الفضاء
حلت الخطب مسرعاً وجلته
فانجلى عنه عسره والعناء
لا يضاهي آل النبي وصيف
لا يوفي كمالهم أدباء
شرفت منهم النفوس وساروا
حيثما أشرفوا فهم شرفاء
وعليهم جلالة وفخار
ووقار وهيبة وضياء
نوروا الكون بعد ذلك ظلاماً
إذ أضاءت ذراهم الشماء
كل مدح مقصر بعلاهم
كل فرد من هداهم لآلاء
بهم الفضل من الست فأنى
من سواهم يكون فيه استواء
إن لي يا كرام حق جوار
فاحفظوه فإنكم أمناء
عن أبيكم روى الثقات حديثا
حدثتنا بضمنه الأنباء
إن بالجار لم يزل يوصي جبرا
ئيل معناه ليس فيه خفاء
لست أخشى الضياع والحب عندي
طب قلبي ومقلتي وجلاء
بينكم مهبط لجبريل وحياً
فيه تغدو الملائك الكرماء
من أتى حبكم وكان أسيراً
لدواعيه زال عنه الشقاء
يا كرام الورى أغيثوا نزيلا
أجحفته الخطوب والأدواء
قسماً إن وصفكم في الثريا
أيدتكم نجومها والسماء
فتوسل بهم لكل صعيب
حيث جاء (ابتغوا) فهم شفعاء
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامج (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها طائفة من أبيات قصيدة أنشأها أحد علماء أهل السنة المصريين في مدح الصديقة زينبي الكبرى – عليها السلام – بعد أن ألمت به هموم فتوسل بها – عليها السلام – فكشف الله عنه همه وأزال عسره، إنه العالم المصري الشيخ عبدالرحمان الأجهوري المقرئ من علماء مصر في القرن الهجري الثاني عشر رحمة الله عليه.
نشكركم أيها الأطائب على طيب المتابعة، ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أزكى الدعوات، دمتم في أمان الله.