البث المباشر

قصيدة في مدح أهل البيت والصديقة زينب الكبرى عليهم السلام

الأحد 22 ديسمبر 2019 - 08:18 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 776

بسم الله والحمد لله الذي تفضل علينا بأن جعلنا من أهل مودة وموالاة أرأف وأرحم عباده بخلقه، سراجه المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الأصفياء الأكرمين – صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين -.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة من الله وبركات..
معكم أيها الأطائب في لقاء جديد مع مدائح الأنوار الإلهية فأهلاً بكم ومرحباً..
أيها الأفاضل، من شعراء أهل السنة الذي أبدع في إنشاء المدائح في أهل بيت الرحمة المحمدية هو الأديب المصري الفاضل الأستاذ أحمد موسى عفيفي الذي كان يعمل مراقباً عاماً للشؤون القانونية في هيئة البريد المصري.
وقد التزم هذا الأديب الفاضل بأن ينشأ كل عام قصيدة في مدح أهل البيت والصديقة زينب الكبرى – عليهم وعليها السلام – يلقيها بنفسه في الإحتفال الجماهيري بذكرى مولد العقيلة الحوراء – صلوات الله عليه – كما ذكر ذلك الأستاذ علي أحمد شلبي في كتابه عن السيدة زينب الموسوم بـ (إبنة الزهراء وبطلة الفداء).
وقد نقل في هذا الكتاب إحدى تلكم القصائد البديعة وهي مديحة مفعمة بروح المودة لأهل بيت الرحمة المحمدية وتصوير الآثار المباركة لمودتهم والتوسل بهم – عليهم السلام – الى الله تبارك وتعالى..
نقرأ لكم طائفة من أبيات هذه المديحة الغراء فتابعونا على بركة الله..
بدأ الأستاذ أحمد موسى عفيفي مديحته البديعة لأهل بيت النبوة بتصوير آثار مودتهم وحبهم – عليهم السلام – في الرقي بمشاعر الإنسان الى الأفق المعنوي السامي الذي يكون حباً في الله وحباً لأسمى القيم الإلهية والإنسانية.
قال هذا الأديب الفاضل:

يا خير ملهمة للشعر والنغم

لولاك ما همت أو مالان لي قلمي

ألهمتني الحبّ في أعلى مراتبه

ورب عاطفة كالنور في الظلم

أدركت ما لم أكن من قبل أدركه

وكنت قبل رفيع الحب في صمم

حبٌ سرى في حنايا النفس فأعتدلت

ملء الضلوع ولولا الحبّ لم تقم

مهما يكن في طريق الحب من نصب

فالحب كالطرق للفولاذ والضرم

في آل رسول الله لي أمل

ولي غرام بهم يزداد من عشمي

هم صفوة الخلق، كل الناس دونهم

من ذا يدانيهم في النبل والشيم

وهم بما تركوا في الأرض من أثر

أهل بكل رفيع القدر في النسم

هم زينة الأرض لا يبلى تراثهم

كهذه الشمس لا تبلى من الهرم

عاشوا سنين ككلّ الخلق وارتحلوا

لكنهم سنن تبقى بلا قدم

لا غرو إن بلغوا في المجد ذروته

فهم سلالة خير الخلق والأمم

طه النبيّ رسول الله جدّهم

فأيّ نور مشى في صلبهم ودم

عن النبيّ إمام الرسل قد ورثوا

جوامع العلم والعرفان والقيم

مهما أقل فيهم فالقول مختصر

قد جاوزوا الوصف وإستعصوا على الكلم

أيها الإخوة والأخوات، وبعد هذه المقدمة البليغة في بيان منزلة أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – وآثار اتباعهم في بلوغ الحياة الطيبة ينتقل الأديب المصري الأستاذ أحمد موسى عفيفي الى تصوير إشارات الى القيام الحسيني الزينبي وعظيم آثاره، حيث قال:

هذا الحسين شهيد الحق ألمحه

كالبدر والقمة الشماء والعلم

نور من الله فوق النور مؤتلق

في الوجنتين من الإيمان والحكم

يا ويل قاتله في الحشر من سقر

فالله منتقم بل خير منتقم

إني لأذكره والذكرى مروعة

فأذرف الدمع من جار ومنسجم

ومن خلال دموعي لاح لي قمر

يلفه النور من رأس ومن قدم

هي زينب في ثياب الطهر قائمة

ومن سواها نهى نفساً عن الحرم

لها بقلبي فوق الحبّ منزلة

وما لزينب إلا حب محتشم

بلابل الشعر في صدري مغردة

تشدو لزينب أسمى اللحن والرنم

لو لا العقيلة لم أصدح على فنن

فلا تراني سوى راض ومبتسم


يا آل بيت رسول الله معذرة

إذ بحت بالحب رغم العزم والشكم

ما كان في الوسع بين الصدر أكتمه

وجارف الحب فوق الوسع والهمم

والحبّ كالعطر لا تخفى روائحه

مهما بلابلنا صامت عن الكلم


ويختم الأديب المصري الفاضل الإستاذ أحمد موسى عفيفي هذه المديحة الرائعة بخطاب وجداني للصديقة الطاهرة زينب الكبرى – صلوات الله عليه – وهو يكنيها بالكنية التي دأب المصريون على مخاطبتها بها وهي أم هاشم فيقول:

يا أم هاشم هذا الحبّ يحمله

صبٌ يهيم كما من قبل لم يهم

يرى بروضك للأبواب محتضناً

ما بين ملتصق فيها ومستلم

هذي خلاصة قلبي جئت أعصرها

عصراً لديك بلا أجر ولا سأم

في كل عام مدى عمري أقدمها

ومن سواي بموعود وملتزم

هذا هواي بطيّ القلب متصل

ما عشت زينب يبقى غير منفصم


لكم منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة