بسم الله والحمد لله كريم العطاء عظيم الآلاء والصلاة والسلام على أبواب رحمته للعالمين حبيبه وحبيبنا سيد الأنبياء وآله الأصفياء.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات.. معكم بتوفيق الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج؛ فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأفاضل، مما لا ريب فيه أن جميع أهل بيت الرحمة المحمدية هم – صلوات الله عليهم – ينابيع الفيض والجود والعطاء الإلهي الكريم للخلائق... ولكن الحكمة الإلهية شاءت أن تختص أصغر الأئمة سناً بلقب (الجواد) كما صرح بذلك حديث اللوح المبارك الذي ذكرت فيه ألقاب وأدوار أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام -.
ولعل في هذا الإختصاص تنبيه الى أن جود وعطاء أهل البيت – عليهم السلام – هو أعظم من أن يحده زمان أو مكان، وهو أعظم من يؤثر قصر المدة الزمانية التي يعيشها الإمام ظاهرياً في هذه الحياة الدنيا، فعطاء الأئمة وجودهم لا ينحصر بحياتهم الظاهرية بل هو مستمر في حياتهم البرزخية المباركة والى يوم القيامة.
بهذه الملاحظة نمهد إخوتنا وأخواتنا لما اخترناهه لهذا اللقاء من ديوان الشعر الإيماني، والأولى قصيدة للأديبة المبدعة الأخت زهراء آل شوكان من حاضرة الإحساء والقطيف العريقة، والثانية أبيات من مديحة جوادية للخطيب الحسيني المبدع الشيخ محمد علي اليعقوبي – رضوان الله عليه – تابعونا مشكورين.
تحت عنوان (منهل الجود) تقول أختنا زهراء آل شوكان:
تبلج الصبح بالإشراق يبتسمُ
يرتل الحب نشوانا به النغمُ
فالورد مالت به أغصانه طربا
والشعر قد جال في ميدانه القلمُ
قد أرتقا في سما الأنوار مرتحلا
يحثه الشوق والآمال ترتسمُ
فالقلب يخفق مفتونا به ولهٌ
وينطق النبض هذا الصادق العلمُ
يا أبن الرسالة يا سر الإله ويا
نجل الأطايب فيك الفضل يعتصمُ
يا منهل الجود هلا زرت قافيتي
ليورق الفكر والأوزان تنتظمُ
ما حل ذكركم في محفلٍ أبداً
ألا وحلت بنا الخيراتُ والنعمُ
قد اصطفاكم أله الكون واختتمت
بكم رسالات ربي وانجلت ظلمُ
بكم تعلقت الآفاق في ولهٍ
بفضلكم تستغيث العرب والعجمُ
والغوثُ دأبكمُ إن سائلٌ عصفت
به النوائبُ واستعصت به الغممُ
ما جف جودكم يا سيدي أبداً
لا يعتريه نضوبٌ لا ولا عدمُ
الله صيركم من لطفه بردا
فالهم يجلي بكم والصدع يلتئمُ
سبحان خالقكم بالنور كملكم
بكم تجملت الأخلاق والشيمُ
كلَّ اليراع وهل يرجو بلغوكم؟
لا يحتويكم قريض لا ولا كلمُ
فذي قصيدة عشاقٍ لكم نظمت
أبياتها ولهاً الشوق محتدمُ
عسى نفوز بغوث من شفاعتكم
وعن لهيب عذاب النار ننفطمُ
كانت هذه مستمعينا الأطائب قصيدة (منهل الجود) التي أنشأتها في مدح الإمام محمد الجواد سلام الله عليه أختنا الأديبة الولائية المعاصرة زهراء آل شوكان من أديبات الشعر الإيماني في الإحساء والقطيف حفظها الله.
ونختم لقاء اليوم بالأبيات التالية من قصيدة جوادية لمؤسس الرابطة الأدبية في النجف الأشرف الخطيف الحسيني الشيخ التقي محمد تقي اليعقوبي، حيث قال – رضوان الله عليه -:
نيل الأماني وبلوغ المراد
ميعادها أعتاب باب المراد
حيث الثرى تغبط حصباءه
كواكب السبع الطباق الشداد
وإن في القلب صدى لم يكن
يرويه إلا فيض جود الجواد
غوث الورى إن نابها حادث
وريعها والعام محلٌ جماد
قد شرع الله به للورى
مناهج الحق وسبل الرشاد
حجته العظمى على خلقه
والعروة الوثقى لكل العباد
ساد على العالم في جوده
كذاك من ساد على الناس جاد
جمت مزاياه فأجدر بها
إن فاقت الشهب علاً واتقاد
وغيث من وافاه مستجدياً
ومن إذا أبدى العطايا أعاد
صلاة ربي ما شدا مادح
تترى عليه رائحات غواد
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
جزيل الشكر لكم على كرم المتابعة؛ دمتم بكل خير وفي أمان الله.