بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير النبيين المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات.. أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من برنامجكم هذا.
أيها الأكارم (ذكر الوصي عبادة)، هذا هو عنوان القصيدة التي نقرأها لكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، وهذا العنوان مستلهم من عدة من الأحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة، مثل قول النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – (ذكر علي عبادة) وقوله (النظر الى وجه علي عبادة)؛ ومثل هذه الأحاديث الشريفة ومضامينها متعددة تهدينا الى أن الإهتمام بالتعرف الى شخصية أمير المؤمنين وخصاله وفضائله – عليه السلام – واستذكارها وذكرها هو من العوامل المهمة لتقوية الإرتباط بالله عزوجل لأنه يؤدي الى تقوية محبة الله في القلوب لكونه (رب علي وخالقه) تبارك وتعالى، ولذلك صار ذكر علي – عليه السلام – عبادة لأنه يقرب الذاكر الى الله عزوجل ويجعله يسعى للتحلي بالخصال العلوية التي يحبها تبارك وتعالى.
وهذا المعنى هو محور القصيدة المشار اليها، وهي من إنشاء الأخ الكريم محمد عبد الله الحدب، من أدباء الإحساء المعاصرين ولد فيها سنة ۱۳۹٥ للهجرة وحصل على الشهادة الجامعية في التربية قسم اللغة العربية ولذلك إختار المجال التعليمي لعمله وفقه الله لكل خير.
قال أخونا الأديب الحدب حفظه الله:
أَوْدَعْتُ سِرِّيْ فِيْ بَحْرِ الْهَوَىْ جَزَعَا
فَقَالَ لِيْ الْبَحْرُ مَهْلاً زِدْتَنِيْ وَجَعَا
شَكْوَايَ يَا بَحْرُ أَرْوَتْنِيْ بِكَأْسِ أَسَىً
مِنَ الْهُمُوْمِ فَأَضْحَىْ الْقَلْبُ مُفْتَجِعَا
لاَ تَأْسَ يَا قَلْبُ فَالأَقْوَامُ عَالِمَةٌ
أَنَّ الْوَصِيَّ عَلِيًّا خَيْرُ مَنْ رَكَعَا
لَكِنَّمَا النَّفْسُ وَالشَّيْطَانُ يَتْبَعُهَا
مَالَتْ عَنِ الْحَقِّ، بَلْ عَادَتْ لِمَنْ تَبِعَا
هَلْ يُنْكِرُوْنَ حَدِيْثًا جَاءَ مُعْتَبَرًا
عَنِ الْغَدِيْرِ رَوَاهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَا
كَمْ مِنْ صَحَابِيَّ فِيْ يَوْمِ الْغَدِيْرِ رَأَىْ
أَنَّ النَّبِيَّ لِكَفِّ الْمُرْتَضَىْ رَفَعَا
عَرِّجْ أَيَا قَلْبُ عِنْدَ الْمُصْطَفَىْ فَرِحًا
كَيْ مَا تَرَىْ الْجَمْعَ حَوْلَ الْمُصْطَفَىْ جُمِعَا
عَرِّجْ تَرَىْ الْقَوْمَ كُلٌّ يَسْتَقِيْ دُرَرًا
مِنْ كُلِّ خَيْرٍ إِذَا لِلْمَنْقَبَاتِ وَعَىْ
حَيْثُ الْوِلاَيَةُ قَدْ خُصَّتْ لِحَيْدَرَةٍ
يَوْمَ الْغَدِيْرِ بِخُمٍّ ذَا النَّبِيُّ دَعَا
فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَحَيْدَرَةٌ
نِعْمَ الْوَلِيِّ الَّذِيْ لِلْحَقِّ قَدْ صَدَعَا
فَلْتَسْأَلُوْا الشَّمْسَ إِنَّ الشَّمْسَ شَاهِدَةٌ
عَلَىْ الْغَدِيْرِ تَلاَقَتْ وَالْحُضُوْرُ مَعَا
وَلْتَسْأَلُوْا النَّجْمَ لَيْلاً إِذْ هَوَىْ وَلِهًا
فِيْ دَارِ حَيْدَرَةٍ مَا ضَلَّ إِذْ وَقَعَا
فَإِنْ نُوَالِيْ عَلِيًّا حقُّ مَفْخَرَةً
ذَاكَ الْهِزَبْرُ الَّذِيْ فِيْ شَخْصِهِ اجْتَمَعَا
كُلَّ الْمَعَالِيْ، تَعَالَىْ اللهُ خَالِقُهُ
مَا مِثْلَهُ بَطَلاً فِيْ الْبَيْتِ قَدْ وُضِعَا
وَهْوَ الصَّلاَةُ عُرُوْجًا لِلْعُلاَ وَلَهًا
وَهْوَ التَّقِيُّ كَمَالاً لِلْعُلاَ انْقَطَعَا
وَهْوَ السَّبِيْلُ إِلَىْ جَنَّاتِ خَالِقِنَا
وَهْوَ السِّرَاجُ بِنُوْرِ الْحَقِّ قَدْ سَطَعَا
وَهْوَ الصِّرَاطُ عَلَىْ حَقٍّ سَنَتْبَعُهُ
يَرْضَىْ الْمُوَالِيْ وَقَلْبُ الْحِقْدِ مُنْصَدِعَا
وَهْوَ الشَّجَاعَةُ ضَاهَىْ كُلَّ قَسْوَرَةٍ
وَهْوَ الْفَصَاحَةُ نُطْقًا كُلَّمَا بَرَعَا
مَا مِثْلَ حَيْدَرَةٍ فِيْ الْخَلْقِ لاَ أَبَدًا
فَهْوَ الْفَضَائِلُ فِيْ كُلِّ الأُمُوْرِ سَعَى
طَرِيْقُ حَيْدَرَةٍ فِيْ الْحَقِّ بَاتَ لَهُ
كَوَمْضَةِ الْبَرْقِ نُوْرًا فِيْ الدُّجَىْ لَمَعَا
فَمَنْ تَوَالَىْ عَلِيًّا يَبْقَىْ مُنْتَصِرًا
لأَنَّهُ الْحَقُّ كُلَّ الْفَضْلِ قَدْ وَسِعَا
أَضْحَىْ الْفُؤَادُ بِحُبِّ الْمُرْتَضَىْ ثَمِلاً
مَهْمَا يَذِقْهُ زُلاَلاً مِنْهُ مَا قَنَعَا
يَا سَاقِيَ الْحَوْضِ هَلاَّ جُدْتَ لِيْ كَرَمًا
مَعِيْنَ مَاءٍ لأَرْوَىْ حُبَّكُمْ طَمَعَا
أَرْجُوْ النَّجَاةَ بُحِبِّ الْمُرْتَضَىْ طَمَعًا
فَهْوَ الشَّفِيْعُ عَلِيٌّ حُبُّهُ شَفَعَا
ما استمعتم أيها الإخوة والأخوات هي قصيدة (ذكر الوصي عبادة) للأديب الإحسائي المعاصر الأخ محمد عبد الله الحدب وفقه الله لكل خير.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم في أمان الله سالمين غانمين والحمد لله رب العالمين.