بسم الله والحمد لله الذي رزقنا الإستنارة بأنوار هدايته للعالمين، حبيبه وسراجه المنير المصطفى البشير النذير وعترته أهل آية التطهير – صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم أجمعين -.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة الله وبركاته، أزكى تحية نحييكم بها في مستهل لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، تبين كثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، أن صد الناس عن سبيل الله وطاعته يمثل المهمة الأساسية للشيطان الرجيم أعاذنا الله وإياكم منه ومن وساوسه. ومن أقوى وسائل الصد عن سبيل الله حرمان الناس من بركات مشاهد أهل البيت المشرفة لأنها أظهر منارات الهداية الى الله عزوجل، ولذلك فقد تركزت نشاطات الذين استحوذ عليهم الشيطان من أتباع الحركات التكفيرية على محاربة تلكم المشاهد المباركة والسعي في تدميرها وتخريبها وإزالة معالمها.
ومن أوضح مآسي هذه المساعي الشيطانية للصد عن سبيل الله فاجعة تخريب قباب وأضرحة أئمة البقيع المعصومين من العترة المحمدية – سلام الله عليهم – التي ارتكبتها جهالات الوهابية في أواسط القرن الهجري المنصرم.
هذه الفاجعة والحالة المأساوية لمشاهد أئمة البقيع الأربعة – عليهم السلام – يصور تفاعلات مظلوميتها المستمرة في قلوب المؤمنين أخونا الأديب الولائي المعاصر في العراق السيد سيف الذبحاوي الحسيني في قصيدتين قصيرتين إخترناها لهذا اللقاء مع قصيدة قصيرة مؤثرة لأختنا الأديبة فاطمة صالح علوي أبو الرحى من حاضرة الإحساء العريقة حفظها الله؛ تابعونا مشكورين.
تحت عنوان (يوم البقيع العالمي) أنشأ الأخ السيد سيف الذبحاوي يقول:
للبقيعِ الدموعُ تجري حيارى
والأماني في تربِهِ تتوارى
مثلَ نجمٍ تأنُّ ، في الليلِ تمتدُّ
وبين القبورِ تركضُ نارا
طفلةٌ من نوحي ، حمامةُ روحي
في مرايا العذابِ شبّتْ نهارا
والصلاةُ انحنتْ يباساً نديّاً
والدعاءُ استحالَ قلباً قفارا
لا سماءٌ تُجيبُ ، لا وجعٌ يتـ
لو الأجاباتِ موعداً وانهمارا
للغبارِ احتراقةٌ من دُوارٍ
حولَ روحِ البتولِ طافَ انتثارا
للأزاهيرِ رؤيةٌ وممرٌّ
حجريُّ للعمقِ تدَّ اخضرارا
كلُّ شيءٍ هناكَ نالَ حياةً
ما عدا وجهاً - للحياةِ - احتضارا
صورةٌ للجراحِ، مشهدُ حزنٍ
ذكرياتٌ للحقدِ تنمو جِهارا
لا ملبٍّ والاستغاثاتُ تعلو
لتشقَّ الفضاءَ تُبدي انكسارا
في البقيعِ السكونُ ظلَّ طويلاً
نادباً للموعودِ يطلبُ ثارا
وفي قصيدة ثانية عنوانها (خريف الفقد) يخاطب الأديب الحسيني الذبحاوي أئمة البقيع – عليهم السلام – قائلاً:
قلوبُ محبّيكم تأنُّ على الثرى
قبوراً لها النجمُ انحنى بخشوعِهِ
وشابتْ عيونُ الليلِ والحزنُ شاحبٌ
كأنَّ خريفَ الفقدِ بينَ ضلوعِهِ
لقد أذنَ اللهُ ارتفاعَ بيوتِكم
لأعلى معانيها لقابِ طلوعِهِ
سلامٌ من النخلِ السلامِ بموطني
إلى الحسن الزكي بِلوْنِ بقيعِهِ
ويخضرُّ للسجادِ غصنُ قصيدتي
بها الطُورُ نجوى تلتظي كدموعِهِ
وللباقرِ العلم اتّقادي مجرةً
من الضوءِ ولهى أنتمي لشموعِهِ
أمرُّ على بحرِ المكارمِ جعفرَ الـ
سماءِ جفافاً لائذاً بربيعِهِ
أيها الأكارم، أختنا الكريمة فاطمة صالح علوي أبوالرحى تعبر عن مشاعر الإفتخار والإعتزاز بالولاء لأهل بيت النبوة – عليهم السلام – رغم كل اتهامات الوهابية.. فتقول حفظها الله:
يحلو القصيدُ بمدحِ آل محمدِ
ومحبُهم يلقى الشفاعةَ في غدِ
فهمُ السبيلُ الى النجاةِ من اللظى
وهمُ السبيلُ الى جنانِ الأوحدِ
غذتني أُمي حبَّهم وولائهم
حتى أموتَ بحب آل محمدِ
قالوا بإني مشركٌ في مذهبي
وبحكم آل المصطفى إذ أقتدي
هل من يوالي الحقَّ أضحى جاحداً
هل من يحبُّ الآلَ أعتى مجحدِ؟
فهمُ الذين اختارَهم ربُّ العلى
سبلُ النجاحِ إلى الطريقِ الأرشدِ
هم عترةُ المختارِ أزكى عترةٍ
حبلُ النجاةِ ولا تفارقهُ يدي
فهمُ البتولُ وحيدرٌ وابناهما
والوارثونَ بنو حسينٍ سيدي
إذ للنجاةِ قد اعتصمتُ بحبلهم
فهمُ الخلاصُ من المصيرِ الأسودِ
جزى الله خيراً أختنا الأديبة فاطمة صالح علوي أبو الرحى على هذه الأبيات الولائية المؤثرة وجزاكم خيراً – مستمعينا الأكارم – على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لكم وفي أمان الله.