بسم الله والحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم لنا النعمة بالتمسك بولاية خير النبيين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الإيمان، تحية الأمن والأمان والرحمة والرضوان نهديها لكم ونحن نلتقيكم في لقاء جديد متجدد مع بدائع شعر الولاء والوفاء للدين الإلهي الحق..
أيها الأطائب، (كمال الدين) هو عنوان القصيدة التي نقرأها لكم في هذا اللقاء، وهي قصيدة بديعة عصماء في مدح سيد الأوصياء الإمام علي أميرالمؤمنين – عليه السلام – أنشأها الأديب اللبناني العالم سماحة السيد محمد هادي مرتضى الحسيني العاملي حفظه الله؛ تابعونا مشكورين..
يبدأ السيد محمد هادي مرتضى العاملي بتصوير فني بليغ لأثر النور العلوي في مؤازرة الدعوة المحمدية الغراء، فيقول:
نورٌ تسَقْسَقَ في السَّما يَتَضَوَّعُ
ولِوا الوِلايَةِ فُلْكُ رَبِّكَ تُشْرِعُ
تَتَفَتّحُ الأَفْلاكُ شَوْقَ عَبيرِهِ
وَحَيَا النُّجُوم بِوَشْيِهِ يَتَبرقَعُ
تَتَدَافَعُ الأَمْلاكُ شِبْهَ قِلادَةٍ
لِلْعيدِ تَشْدُو بالوَلا وتُرَجِّعُ
لخِتَامِ وَحْيِ اللهِ تَفْرُشُ جِنْحَها
وَكَمَالُ دينِ اللهِ فيها يَسْطَعُ
يَحْدُوْ بِهِ جبريلُ زَهْواً بالذي
شَرَفَ الخلافةِ والإمَامَةِ يَجْمَعُ
مَنْ ذا الذي أَسْماهُ جلَّ جَلالُهُ
قَبْلَ الوُجُودِ لمجدِ أحمَدَ يَتْبَعُ
مَنْ ذا يُطِيقُ سُمُوَّ آيٍ سَامِقٍ
وتَليدِ مجدٍ في عُلاها يُرفعُ
هو شِقُّ نُورِ محمَّدٍ وقَسيمُهُ
ووليدُ بَكَّةَ والهُدَى المُسْتَودعُ
هو شَقُّ بيتِ الله يُزْهِرُ سَاجِداً
بين الحَطيمِ ورُكْنِهِ يَتَهَجَّعُ
غَذَّتهُ مِنْ صِغَرٍ بأَطْهَرِ مَنْهَلٍ
كَفُّ الحبيبِ وعِطْفُهُ والأَضْلُعُ
هُوَ مَنْ عَلا كَتِفَ الحبيبِ بحيثُ مَا
كانَتْ يَدُ الرَّحمَنِ فيها تُودِعُ
هُوَ نَفسُهُ هُوَ صِنْوُهُ هُوَ صِهْرُهُ
وَرَبيبُهُ وَوَزيرُهُ والمَفْزَعُ
السابِقُ السَّبَّاقُ فيُلجَجِ النُّهَى
وَلِدَاعِيِ الرَّحمَنِ ذاكَ الأَسْرَعُ
الأَوَّلُ الإسْلامِ يَعْسُوبُ الهُدَى
والفَارِقُ الإيمَانِ والمُسْتَشْفَعُ
هُوَ فُلْكُ نُوحٍ وَاسْتِغَاثَةُ آدَمٍ
وَمَقامُ إِدْريسَ العَلِيُّ الأَمْنَعُ
هُوَ هَلْ أَتَى وَالعَادِيَاتُ وَفَاطِرٌ
وَبَرَاءَةٌ وَالذَّارِيَاتُ وَتُبَّعُ
هُوَ بَابُ حِطَّةَ والدُّخَانُ وَغَافِرٌ
والطُّورُ والنَّبأُ العَظيمُ الأَرفَعُ
هُوَ حُجَّةُ الباري وَثِقْلُ يمَينِهِ
فُرْقَانُهُ القَسَمُ الأَجَلُّ الأَجمَعُ
حَارَت بِهِ الأَلْبَابُ،لَيْثُ فَصَاحَةٍ
وَالبابُ لِلعِلْمِ المحُيطِ الأَفْرَعُ
عَجَباً أَبا حَسَنٍ لِفَيْضِ مَنَاقِبٍ
أَلِقَتْ سَنىً وَجمَعْتَ مَا لا يجُمَعُ
مِنْ عِافِرِ الخَدِّ اللَّطِيمِ بلَيْلِهِ
وَمُجَنْدِلِ الأَبْطَالِ غُدْواً يُسْرِعُ
مِن خَائِفٍ رِعْدِيدِ خَشْيَةِ رَبِّهِ
وَغَضَنْفَرٍ أُسْدَ المَنِيَّةِ يَصْرَعُ
أَسَدٌ تَقَلَّدَ ذا الفِقَارِكَأَنمَّا
كُلُّ السُيوفِ بِسَيْفِهِ تَتَجَمَّعُ
وَلِبَرْقِ صَارِمِهِ حَصَادٌ في الشَرَى
صُبَّت بِهِ الآجَالُ إِذْ مَا يُشْرَعُ
سَلْ مَجْدَ بَدْرٍ في مَعَاقِدِ عِزِّهَا
مَنْ ذا يَصُولُ بِسَاحِها وَيُزَعْزِعُ
مَنْ هَبَّ في أُحُدٍ يُمَزِّقُ جَمْعَها
وَيَصونُ وَجْهَ المُصْطَفَى وَيُمَنِّعُ
مَنْ ذا فَرَى الأَحْزَابَ يَوْمَ عُتُوِّهَا
يَلْهُو بها وَلِرَأْسِ عَمْروٍ يَقْطَعُ
سَلْ مَرْحَباً إِذْ ما عَلاهُ مُدَمْدِماً
وَلِبَابِ خَيْبرَ إِذْ يمُيطُ وَيَقْلَعُ
لَيْثُ الوَغَى وَلَظَى السُيُوفِ أَدَامُهُ
وَاللهُ أكْبرُ وَالرُؤُوسُ تُقَعْقِعُ
هُوَ مَنْ فَدَى وَبِنَفْسِهِ هَامَ الهُدَى
هُوَ وَالنَّدَى صِنْوَانِ ذاكَ الأَرْوَعُ
آخَاهُ أَحمَدُ نَفْسَهُ مُتَيَقِّناً
أَنَّ الزَمَانَ بمثلِهِ لا يُبْدِعُ
سمَّاهُ في يَومِ الغَديرِ وَصِيَّهُ
وَإِمَامَ نَصٍ وَالجُمُوعُ تُوَدِّعُ
يَسْتَلُّ مِنْ يُمْنَاهُ مَجْدَ رِسَالَةٍ
خَرَّت لَهَا شُمُّ الذُرَى تَتَصَدَّعُ
هَذا الَّذي وَالَيْتُ مَنْ وَالاهُ بَلْ
عَادَيْتُ مِنْ عَادَاهُ أَوْ يَتَشَيَّعُ
كُفْؤُ البَتُولِ – وَصَفْوُ نُورِ محمَّدٍ
أَضْحَى بها- لَوْلاهُ مَنْ ذا يَصْدَعُ
يَا عَاذِلي في عِشْقِ آلِ محمَّدٍ
لا يُعْذَل العُشَّاقُ إِن مَا صُرِّعُوا
لي مُهْجَةٌ تحَيا بِعِشْقِ خمَيلَةٍ
جَنَّاءَ تَرْفُلُ بِالسَّنا تتََفَرَّعُ
السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ المُصْطَفَى
سِبْطَاهُ فَاطِمُ وَالبَطِينُ الأَنْزَعُ
كانت هذه أيها الإخوة والأخوات قصيدة (كمال الدين) التي أنشأها في مدح وزير المصطفى ووصيه الإمام علي المرتضى – عليه وعلى أخيه وآلهما الصلاة والسلام – وقد قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) يأتيكم دائماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.