بسم الله والحمد لله غاية آمال العارفين وحبيب الصادقين ومعبود المتعبدين تبارك وتعالى أرحم الراحمين.
وأزكى صلواته وصلوات أنبيائه ورسله وملائكته على حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وآله الهداة المعصومين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، أطيب تحية نحييكم بها شاكرين لكم جميل متابعتكم لبرنامجكم (مدائح الأنوار) حيث نلتقيكم في حلقة جديدة منها ومع قصيدة من أدب التوحيد الخالص القائم على ركني الولاء والبراءة.
عنوان القصيدة هو (رباعيات سجادية) وهي من إنشاء أحد أعلام الشعراء المؤمنين في سلكنة عمان هو أخونا الأستاذ عقيل اللواتي وفقه الله لكل خير.
في هذه القصيدة الغراء، يسعى الأخ عقيل الى تصوير معالم العبادة التوحيدية الخالصة التي تجمع بين تعظيم الخالق بعبادته والصلاة له ومناجاته وبين خدمة عباده، بين الصلاة والزكاة والإنفاق، وبين الولاء لأولياء الله وخدمة خلقه وهداتهم وبين البراءة من أعداء الله وظالمي خلقه... وكل ذلك وغيره مما تجلى في سيرة رابع أئمة العترة المحمدية مولانا علي السجاد زين العابدين صلوات الله عليه، فكونوا معنا وهذه الرباعيات البديعة..
يقول أخونا العماني عقيل في رباعيته السجادية مخاطباً سمي المرتضى عليهما السلام:
يا عليَّ الذَّاتِ يا رُوحاً لها الحُبُّ سبيلْ
اروي لي القلبَ ولاءً من مياهِ السَّلسبيلْ
كوثِرِ الرُّوحَ نقاءً فلقد طاب المَقيلْ
اسقني منكَ فيوضاً علويَّاتِ النَّميرْ
إنَّها الذِّكرى أفاضتْ من خلايانا الدُّموعْ
فبكينا مُذْ تعَلَّمنا بُكاءاتِ الخُشوعْ
كُلُّ فعلٍ من ( عليٍّ ) هو للمولى خضوعْ
فأفاضَ الرَّبُّ فينا من سماواتهِ نُورْ
إنَّهُ (السَّجادُ) في دنياً تغشَّاها الفسادْ
طلَّقَ الدُّنيا فأسدى للوُجوداتِ إعتمادْ
في حُروفٍ بحقوقٍ ترجَمَتْ آيَ الرَّشادْ
و تجلَّى الحُبُّ في كُلِّ الأراضي و الدُّهورْ
أشرَقتْ فينا شُموسٌ و هي أسرارُ الصَّلاةْ
بسُجودٍ و ركوعٍ و ولاءاتِ النَّجاةْ
من (علي) سجدةُ القلبِ تسامَتْ بثباتْ
حلَّقتْ في الله حُبَّاً فتغشَّاها السُّرورْ
كافِلُ الأيتامِ و الضَّامنِ إسعادَ الفقيرْ
عالمٌ عابِدُ موفورُ التَّسامي بالشُّعورْ
علَّمَ الأجيالَ كيف الله يحيا في الضَّميرْ
إنَّهُ القُدوةُ حقَّاً في عظيماتِ الأمورْ
يتعالى منه قُدسٌ كلَّما ناجى الجليلْ
تخجلُ الأقمارُ منهُ بضياءٍ لا مثيلْ
نورُهُ يمتدُّ نحو الله في أبهى سبيلْ
فيعودُ النُّورُ في روحِ المُوالي بعبيرْ
عاشَ بكَّاءً و دمعُ القلبِ منهُ يسجمُ
لمُصابٍ هَزَّ عرشَ الرَّبِّ و البلوى دمُ
ترجمَ الآهَ بدمعٍ ذا سِلاحٌ يهزِمُ
و إذا الدَّمعاتُ تُردي كُلَّ ظلاَّمٍ كفورْ
بطَلٌ أردى الأعادي بسلاحاتِ البُكاءْ
ببليغِ القولِ حامى و ( حُسين ) بالعراءْ
و لهُ الدُّنيا استجابَتْ : كُلَّ آنٍ كربلاءْ
لهوَ أسمى بطَلٍ عبر أمجادِ العصورْ
آهةٌ حرَّى توالتْ من (عليٍّ) بشجونْ
كلَّما عادتْ به الذِّكرى إلى يومِ (الحُسينْ)
فورثناها حياةً لقلوبِ المؤمنين
و ألفناها نجاةً من عذاباتِ السَّعيرْ
هكذا تبقى تدوِّي ثورةٌ من دَمَعاتْ
و ( حُسين )سوف يبقى سيفَ حقٍّ و ثباتْ
و خِطاباتِ ( عليٍّ ) مِنبراً يُردي الطُّغاةْ
عَلَمُ الطَّفِّ سيبقى خالداً عبرَ العصورْ
جزى الله خير الجزاء أخانا الأديب العماني المبدع الأستاذ (عقيل اللواتي) على هذه الرباعيات السجادية المؤثرة التي أنشأها في استلهام قيم التوحيد الخالص والولاء والبراءة والعبادة المخلصة من سيرة الإمام علي بن الحسين زين العابدين – عليه السلام – وقد قرأناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)، تقبل الله منكم جميل الإستماع ودمتم في رعاية سالمين.