بسم الله والحمد لله مبدأ كل نور ومنتهاه والصلاة والسلام على شموس هداه وكنوز رحمته وعطاه محمد المصطفى وآله الأصفياء.
السلام عليكم أيها الأعزاء ورحمة الله وبركاته... أطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج... إخترنا لكم فيها قصيدتين، الأولى في مدح مولانا النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – من إنشاء الأديب الإحسائي المبدع الأستاذ جاسم الصحيح حفظه الله، وهي على قصرها تحمل معان عميقة في بيان منزلة سيد الكائنات – صلى الله عليه وآله -.
أما القصيدة الثانية فهي في مدح السبط المحمدي الأكبر الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – وهي من إنشاء أديبة مبدعة من بلد الحرمين أيضاً هي أختنا الكريمة إسمهان أبي تراب، وفيها إشارات لطيفة الى التوسل الى الله عزوجل بأوليائه الصادقين – عليهم السلام – إنطلاقاً من المفهوم الشرعي الأصيل بأنهم – عليهم السلام – هم أهم وسائل معرفته عزوجل لعباده، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأفاضل، بالقصيدة القصيرة التي يبين فيها ببلاغة الأستاذ جاسم الصحيح سيادة النبي الأكرم للخلائق أجمعين حيث يقول في وصفه – صلى الله عليه وآله -:
شمس وليس لها في حجمها أفق
في الغيب حيث مياه الخلق تأتلق
ما كنت في العمق من أحشاء آمنة
لحماً على عظمة ينمو ويلتصق
بل كنت أعمق أسراراً مقدسة
من أن يشارك في تكوينك العلق
فالنور أعظم في مجلاك يصعقنا
كاد التجلي على لقياك يحترق
مستمعينا الأكارم، وفي قصيدة تصور جميل آثار مودة أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – تخاطب أختنا الكريمة إسمهان أبوتراب، حليم المحمديين وكريمهم الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – فتقول:
ولقد حملتُ هواكَ بين جوانحي
وعلمتَ أني في هواك أسيرُ
وهممتُ أعرج نحو قدسك موقناً
درب الهوى للعاشقين قصيرُ
اعشقْ تَصِلْ ,وإذا مسافات النوى
خطوات ودّ للوصال تصيرُ
وإذا بساحكَ ياكريمُ يروعُني
عجزٌ ويخرسني هناك قُصورُ
أخطو.. وتصعقُني المهابة سيدي
موسى أنا وولوجُ بابك طورُ
اخفض جناحَك يازكيُّ فإنني
إن لم تسفَّ فلستُ فيكَ أطيرُ
فُطِمتْ عقولُ الكون فيكَ فهل أنا
بتلاوة القرآنِ فيك جديرُ؟
مستمعينا الأفاضل، ونلمح في آخر بيت من هذا المقطع إشارة لطيفة الى ما ورد في الأحاديث الشريفة من أن القرآن الكريم هو أسمى مصدر لمعرفة مقامات محمد وآله الطاهرين – عليه وعليهم أفضل صلوات المصلين – ولكن ذلك يحتاج الى أن يفتح قلبه للتدبر السليم فيما نزل فيهم – عليهم السلام – من آيات الذكر الحكيم، وبعد هذه الإشارة نعود الى الأخت الكريمة إسمهان أبوتراب وهي تتابع استلهاماتها الشعرية من المناقب الحسنية قائلة:
يامن إليه مفاصلُ الحُقَب انتهت
وعليه أفلاكُ الزمان تدورُ
طافتْ بسرّ بهائه كلّ الدُّنا
وكأنه بيتٌ لها معمورُ
يامن على قسماتِ نور جمالهِ
لون النبوةِ ساطعٌ ومنيرُ
وتشرّبتْ وجناتُه من كوثرٍ
فـ(عليُّ) في وجناته مسطورُ
جمَع النبوة والإمامة لونهُ
سبطٌ بحُسن العالمين جَديرُ
حتى إذا رمتُ اختصار جلاله
لأزفّهُ معنىً له تفسيرُ
عقِمَتْ لُغاتي عن بلوغ كماله
ليعود فكري وهو فيه حسيرُ
لا تحسبوا أني دخلت لساحه
فولوج باب ابن الوصي خطيرُ
حسبي تهجأتُ الحروف ببابهِ
حاءٌ وسينٌ... وانتهى التفكيرُ!
فتلوتُ وِرْدَ الحُسن فيه تبتُّلا
حتى تخشّع في علاهُ شعورُ
ونثرتُ نبضَ القلب في عتَباته
ولحُسْنه لي في الهيام عذيرُ
ثم ابتهلتُ إلى الكريم مُيمِّماً
وتلفُّعي خجلي إليه سفيرُ
فلقد وهِمْتُ بأن أفكّ رموزَهُ
وأنا أُقِرُّ بأنني لجسورُ
ألهمتُ... شرع المجتبى يقضي
بأنّ العذرَ في قاموسه محظورُ
لاتعتذر في ساح أكرم سيّدٍ
فهو الذي قبلَ السؤالِ غفورُ
والى هنا نصل مستمعينا الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لمديحتين من بلد الحرمين الأولى في مدح المصطفى – صلى الله عليه وآله – للأديب المبدع الأستاذ جاسم الصحيح، والثانية في مدح سبطه الإمام المجتبى – عليه السلام – للأديبة المبدعة الأخت الكريمة إسمهان أبوتراب، نشكر على طيب المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أصدق الدعوات دمتم في رعاية الله سالمين والحمد لله رب العالمين.