البث المباشر

معلم العلماء

السبت 21 ديسمبر 2019 - 14:09 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 738

بسم الله والحمد لله خالصاً إذ جعلنا من أهل التوسل إليه بعروته الوثقى وحبله المتين ومناري هدايته للعالمين كتابه النور المبين وأهل بيت حبيبه سيد المرسلين صلوات الله عليه وآله المعصومين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج فأهلاً بكم.
أيها الأفاضل، إن من الركائز المتينة للوحدة الإسلامية الرجوع الى ناشر السنة المحمدية النقية الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – فقد ثبت أن أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة الرئيسة لدى الجمهور قد رجعوا اليه وتعلموا منه إما بصورة مباشرة أو بالواسطة، كما أجمع المسلمون بمختلف مذاهبهم على سمو منزلته عند الله وقربه منه وصدق وراثته لجده المصطفى – صلى الله عليه وآله – في العلم والعمل، يضاف الى ذلك الى أن حديثه – عليه السلام – إنما هو حديث آبائه عليهم السلام عن سيدهم الهادي المختار وحديثه – صلوات الله عليه وآله الأطهار – هو المرجع الأساس لدى المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم.
هذه الحقيقة الوحدوية الغراء تشكل المحور الأساس للقصيدتين اللتين اخترناهما لهذا اللقاء مما مدح به صادق المحمديين – عليه السلام – الأولى ننقلها من ديوان (مرآة الشعور) للأديب اللبناني العالم الشيخ أحمد الدر العاملي والثانية من ديوان (النفحات الولائية) للأستاذ الأخ عصام ناجي العامدي حفظهما الله، تابعونا على بركة الله.
تحت عنوان (معلم العلماء) قال سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي:

عذراً بدأت قصيدتي أستعذر

لما رأيتك للعقول تحير

معناك بحر موجه متلاطم

سفن العقول بذكره تتكسر

لو كانت الأشجار أقلاماً وأص

بحت البحار كما المداد تحبر

والخلق كتاباً غدوا والأرض قر

طاساً وخطوا ما رأوه وسطروا

والله ما أحصوا لفضلك عشره

فالعشر مما أدركوه أكبر

كم من عظيم قد تخلد إسمه

في الدهر بل مازال نجماً يزهر

لما تذوق من علومك رشفة

من دونها ما كان شيئاً يذكر

لو قيل لي صفه لقلت مقصراً

بحر تعيش على نداه الأبحر

قد طبق الدنيا جميل ثنائه

ولدى الفخار به المفاخر تفخر

سدل الإله عليه ستر ضيائه

فالعقل في إدراكه متحير

وحباه تعظيماً تنوء بفهمه

عشر العقول وبالعيا تتعذر

لا ينعتن بالشمس نعتاً مطلقاً

فالشمس تكسف تارة وتكور

لا غرو فهو اسم الإله ونوره

عنه الضياء الى الكواكب يصدر

جمع العلوم وكان قطب رحائها

قامت به وكذا يكون الجوهر

ولذا ارتوى عطش العقول بعلمه

سل من رووا عنه الحديث وخبروا

لو قيل من أستاذ كل معلم

كان الجواب هو المصدق جعفر


أيها الإخوة والأخوات كانت هذه قصيدة (معلم العلماء) للعالم اللبناني الأديب الشيخ أحمد الدر العاملي، ومنها ننقلكم الى أبيات مختارة من قصيدة (ابو المراجع) للأديب الولائي المعاصر الأخ عصام ناجي العامدي صاحب ديوان (النفحات الولائية) قال حفظه الله:

بأبي المراجع عطرت نفحاتي

مسك والكلام بجابر العثرات

عين المذاهب بل ونور طريقها

وبه تنار مسالك الجنات

فهو الذي سكب العلوم وفقهها

من ثغر طه سيد السادات

وبعلمه كل المذاهب نورت

وتفقهت علما بكل ثبات

شهد الأئمة كان أستاذاً لهم

من فقهه نالوا طريق نجاة

من درسه اقتبسوا علوم محمد

وتفقهوا في محكم الآيات

فأبوحنيفة كان أول شاهد

لولا إمامي هالك بحياتي

بل مالك كان المردد دائماً

ومعدداً لمناقب وصفات

والشافعي تلاهما بحديثه

في نهج آل محمد خطواتي

فبنى لمذهبه طريقاً واضحاً

حب النبي وآله دعواتي


وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) نشكر لكم كرم المتابعة ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات.. دمتم في رعاية الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة