بسم الله وله الحمد والثناء إذ أنار قلوبنا بمودة صفوته النجباء حبيبه سيد الأنبياء وآله الرحماء صلواته وبركاته عليهم كل صبح ومساء.
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله وبركاته.
أطيب تحية نحييكم بها في مطلع لقاء آخر مع مدائح الأنوار الإلهية..
أيها الأفاضل، إن من أهم بركات مودة أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – كونها تفجر في القلب ينابيع محبة كل جميل وخير لأنهم – عليهم السلام – مجمع جمال وخير ولذلك تكون مودتهم مفتاح السعي للتحلي بكل خلق جميل...
هذه الحقيقة الوجدانية هي محور مديحة وجدانية أيضاً تفجرت بها قريحة أديب شاب من حاضرة الإحساء العريقة في الأدب الولائي، هو الأخ علي أحمد المحيسن وقد نظم هذه المديحة سنة ۱٤۲۸ للهجرة ونشرها على موقع (لبيك يا حسين) في شبكة الإنترنت، نقرأ لكم أيها الأطائب طائفة من أبياتها فتابعونا على بركة الله.
قال أخونا الأديب علي أحمد المحيسن في مديحته الجوادية:
أبحرتُ في ذِكْركَ المملوءِ بالأملِ
فجاوزَ العِشقُ حدّ المدحِ للغَزَلِ
والجود في غيثك الهطّالِ أذهلني
حتى استحى حاتمي من فيضه النهل
فكلّ ما جئتنا من مكرمات ندى
أبقاك في قمة التاريخ كالرسلِ
يا بن الرضا يا نواة الصدق في زمنٍ
قد دسّ أهلوه سُمَّ الحبِّ في العسلِ
وعكّروا صفوهم بالزيف وابتعدوا
عمن يُحرّكهم راضينَ بالشللِ
فراح صفوك يضفي الفيض بينهمُ
حتى أضاء قلوب الناس بالشعلِ
أهواكَ يا سيدي من نبض أوردتي
هوى فؤادٍ هوى في العشقِ مشتعلِ
يا بن الرضا يا مجير الدين من فتنٍ
تكالبتْ كي تعيد الروح في هُبلِ
أَجِرْ فؤاداً هوى في الذنب محترقاً
ألستَ من عالج الإسلام بالمثلِ؟
وصيّر الدين عملاقاً يُمنهجه
العلم والصبر والأخلاق والعملِ
رحماك يا أيها الجوّاد يا بطلاً
قد أنقذ الناس يا لله من بطلِ
فسار بالعلم يشري كلَّ مكرمةٍ
بل كلُّ مكرمة تأتيه في عجلِ
وساد في الناس بالأخلاق مرتدياً
بالحب أجمل ثوب الحُسن في الحُللِ
فنال ما نال من حب الورى وَرَعاً
وخَصْمُهُ مثلَهُ في الحبّ لم ينلِ
ويتابع الأديب الإحسائي الشاب علي أحمد المحيسن مديحته الوجدانية للإمام محمد التقي الجواد بالإشارة الى أن أبواب جوده – صلوات الله عليه – مشرعة في كل زمان لطالبي القيم الإلهي الجميلة والمجتهدين في استلهامها من السيرة الجوادية المعطاء..
قال هذا الأديب المبدع:
جوادُ يا نسمة الإحساس نشهدها
في كل جيل تشد العقل للنُبُلِ
وترسم العشق رقراقاً بأفئدةٍ
لمّا تزلْ تنشد الإخلاص في العملِ
أشعل بنا جمرة الحبّ التي انطفأت
وحصّنْ الصدق في الأرواحِ يا أملي
واعمر قلوب الورى بالعشق مزدهراً
وازرع نواة الهوى في الناس يا بن علي
فالحب بين شعوب الأرض مهترئٌ
يعيش بين جفاف القلب والبللِ
فكلما هدأت في الحرب ثائرة
سعى لإشعالها (الدجال) في الدولِ
فيُحرق الحب ما بين الشعوب لكي
يعرى الجميع ويبقى الناس في وجلِ
ويسرق الخبز من أفواههم علناً
إذ ذاك يأتي ليشري الناس بالحيلِ
لكنما خطة الدجال واضحة
لدى الشعوب ، فقلب الحقّ لم يملِ
يا سيدي يا نمير البذل يُسْعِفُنا
بالحلّ في كل ما نأتيه من خللِ
في قصر عمرك درسٌ راح يصنعنا
فالعمر في البذل لا بالطول في الأجلِ
يترجم البذل عن وعي وعن ثقةٍ
وعن صراطٍ بذات الله متّصِلِ
بأرض بغداد مذ شرّفت منزلها
ولم تكن قبل يا مولاي بالنزلِ
كم كنت تصنع فيها الروح ملحمة
تصك سمع ليالي العلمِ في المِلَلِ؟
لكنما كل ما أسلفت من عظةٍ
كأنّ خصمك (لم يسمعْ ولم تقل)
ونشوة الحقد أعمت كلّ أعينهم
فلم يروا عن هوى إبليس من بدلِ
وضيقوا فسحة في العيش واسعة
كأنهم لم يروا في العيش من مهل
بغداد يا مرتع الإحساس رتّلها
فم الزمان عن الإحساس لا تسلي
ولتجعلي حب أهل البيت منطلقاً
بغير ذا الحب يا بغداد لن تصلي
وبهذا نصل أيها الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناه لطائفة مختارة من مديحة وجدانية أنشأها في مدح الإمام محمد التقي الجواد – عليه السلام – الأديب الإحسائي المعاصر الأخ علي أحمد المحيسن جزاه الله خيراً عليها وجزاكم خيراً على كرم المتابعة، لكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أصدق الدعوات ودمتم في رعاية الله.