البث المباشر

رد آية الله السيد مهدي بحر العلوم على القصيدة التي أنشأها مروان بن أبي حفصة

السبت 21 ديسمبر 2019 - 13:34 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 729

بسم الله والحمد لله خالصاً إذ هدانا للتقرب إليه بالإستنارة بمناري هدايته للعالمين قرآنه المبين وعترة سيدنا وسيد الخلائق أجمعين حبيبنا المصطفى الصادق الأمين صلوات الله وتحياته وبركاته عليه وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة منه وبركات، أهلاً بكم في لقاء آخر من هذا البرنامج ننور فيه قلوبنا بأبيات إيمانية في الدفاع عن منارات الهدى المحمدي نختارها من واحدة من بدائع الشعر الولائي الإحتجاجي الرصين؛ إنها القصيدة الطويلة العصماء التي رد بها آية الله الفقيه الجليل السيد مهدي بحر العلوم – رضوان الله عليه – على القصيدة التضليلة التي أنشأها مروان بن أبي حفصة شاعر البلاط العباسي تزلفاً لطاغيته هارون الخليفة، فمدح فيها حكم بني العباس وتهجم على الوصي المرتضى والحسنين – عليه وعليهما السلام -.
أيها الأطائب، قرأنا لكم في حلقات سابقة طوائف من أبيات قصيدة سيد عرفاء مدرسة الثقلين في القرون الأخيرة السيد بحر العلوم، فرأيناها مفعمة بالحجج القرآنية والحديثية البليغة في بيان ملازمة الحق الإلهي لأهل بيت النبوة المحمدية في جميع شؤونهم وأحوالهم – عليهم السلام – ونقرأ لكم في هذا اللقاء طائفة أخرى من أبيات هذه القصيدة في إشارات بليغة الى قضية التحكيم في صفين وصلح الإمام المجتبى – سلام الله عليه – تابعونا على بركة الله.
قال سيد أعلام علماء الحق في القرن الهجري الثاني عشر مخاطباً شاعر الطغيان العباسي بشأن إنتقاصه لأميرالمؤمنين – عليه السلام – بسبب خلعه عن الخلافة في مؤامرة التحكيم في صفين:
وحاولت نقصاً من علي وإنما
نقصت العلا في ذاك إن كنت ذا عقلِ
فما علت العليء إلا بمجده
ولو خلع العلياء خرت إلى السفلِ
وأما التي قد خصه ربه بها
فليست برغم منك تدفع بالعزلِ
أُيعزل منصوب الإله بعزلهم
إذاً فلهم عزل النبيين والرسلِ
نهاهم عن التحكيم والحكم بالهوى
فلم ينتهوا حتى رأو سبة الجهلِ
وما ضر مجد المرتضى ظلمهم له
ولا فلتة منهم وشورى ذوي خذلِ
ولا ضرة جهل ابن قيسٍ وقد هوى
ودلاه جرو العاص في المدحض الزلِ
وقد بان عجز الأشعري وعزه
وما كان بالمرتضي والحكم العدلِ
وكيف يُظن السوء بالطهر حيدرٍ
ورب العلى في ذكره يعلي
وكيف يحوم الوهم حول مطهرٍ من
الرجس في فصل من القول لا هزلِ
ومثل علي هل يروم دنيةً
كفى حاجزاً عن مثلها حجاز العقلِ
وليس عليٌ حاش لله بالذي
يسوء أخاه أو يسيء إلى الاهلِ

مستمعينا الأطائب، وفي جانب آخر من قصيدته الإيمانية العصماء يتناول المرجع التقي العارف آية الله السيد بحر العلوم الرد على شبهة شاعر الطغيان العباسي بشأن الصلح الحسني مع معاوية، فيقول – رضوان الله عليه -:
وما شان شأنُ المجتبى سبطُ أحمدٍ
مصالحة الباغي الغوي على دخلِ
فقد صالح المختار من صالح ابنه
وصد عن البيت الحرام إلى الحلِ
وقال خطيباً فيه ابني سيد
يكفُ به الله الأكف عن القتلِ
كما كف ايديكم بمكة عنهم
لما كان في الاصلاب من طيب النسل
وقد قال في السبطين قولاً جهلتهم
معانيه لكن قد وعاه ذوو العقل
امامان ان قاما وان قعدا فما
يضرهما خذلان من هم بالخذل
فصيرتموا صلح الزكي مسبة
واكثر فيه العاذلون من العذل
لإن كنتم انكرتم حسن ما اتى
به الحسن الاخلاق والخيم والفعل
لفي مثلها ذم الذميم محمداً
على صلحه كفار مكة من قبل

وبعد أن يبين العلامة بحر العلوم مبادئ تأسيس الظلم لأهل البيت – عليهم السلام – وخذلان الخاذلين يشير – رضوان الله عليه – الى ذلك هو الذي أدى الى الإضطرار لصلح الحسن – عليه السلام – وغيره مما نزل بأهل البيت – عليهم السلام – وبالأمة وبالإسلام، قال:
هما أسسا ظلم الهداة وقد بنى
غواتهم بغياً على ذلك الاصل
ولولاهما ما كان شورى ومقتل
ولا جمل والقاسطون ذوو الذحل
ولا كان تحكيم ولا كان مارق
ولا رمي الاسلام بالحادث الجل
ولا كان مخضوباً علي بضربة
لاشقى الانام الكافر الوغل
ولا سيئت الزهرا ولا ابتز حقها
ولا دفنت سراً بمحلولك الطفل
ولا عمي القبر الشريف وقرب
البعيد الى الهادي وبوعد بالاهل
ولا جنح السبط الزكي ابن احمد
لسلم ابن حرب حرب كل اخي فضل
ولا كان في الطف الحسين مجدلاً
ولا راسه للشام يهدى الى النذل
ولا سبيت يوماً بنات محمد
ولا آله اضحت اضاحي على الرمل
جعلتم تراث الاقربين لمن نأى
وادنيتم الاقصين عدلاً عن العدل
وأخرتم من قد علا كعبهم على
خدود الأولى مالوا وملتم الى المثل
و أين سماء المجد من مهبط الثرى
واين سنام العلم من مدحض الجهل
وأين السهى من بهجة الشمس في الضحى
واين العلى من منتهى البعد في السفل

كانت هذه، مستمعينا الأفاضل، طائفة من أبيات القصيدة الإيمانية العصماء التي أنشأها في الدفاع عن منارات الهدى المحمدي المرجع العارف التقي آية الله السيد مهدي بحر العلوم – رضوان الله عليه – وبهذا ينتهي لقاءنا بكم اليوم ضمن برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر ودمتم في أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة