بسم الله والحمد لله الذي هدانا بفضله للتقرب إليه بالتمسك بعروته الوثقى وحبله المتين كتابه القرآن المبين وعترة نبيه الأكرم وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا؛ أطيب تحية من الله مباركة زكية نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج.
أيها الأطياب، نخصص هذا اللقاء لطائفة من أبيات القصيدة الغراء التي أنشأها في بيان معالم الإسلام المحمدي النقي سيد عرفاء مدرسة الثقلين في القرون الأخيرة أستاذ المراجع، الفقيه القرآني آية الله السيد مهدي بحر العلوم – رضوان الله عليه -.
وهذه القصيدة الغراء هي من ذخائر الأدب الإحتجاجي الرصين الذي رد به أهل الإيمان شبهات شعراء بلاطات الطواغيت وقد رد بها هذا المرجع التقي على قصيدة شاعر البلاط العباسي مروان بن أبي حفصة الذي سعى للتزلف الى الخليفة هارون العباسي والحصول على جائزته الحرام بقصيدة مدح فيها حكم بني العباس وتهجم فيها على الوصي المرتضى الإمام علي وأمير المؤمنين عليه السلام.
وقد قرأنا في حلقة سابقة طائفة من أبيات قصيدة الرد الإيماني على هذا الشعر الحرام في الدفاع عن أمير المؤمنين – عليه السلام – ونقرأ في هذا اللقاء طائفة أخرى، فتابعونا مشكورين.
مستمعينا الأكارم، بعد أن إستعرض الآيات القرآنية الناطقة بمنزلة سيد الوصيين – عليه السلام – ينتقل آية الله السيد مهدي بحر العلوم الى عرض بيان أدبي بليغ لطائفة من الروايات الشريفة في هذا الباب، قال - رضوان الله عليه -:
علي عديل المصطفى ومثيله
وهل لعديل الطهر أحمد من مثلِ
وكان الأخ البر الموسي بنفسه
ومن لم يخالفه بقولٍ ولا فعلِ
وأول من صلى وآمن واتقى
وأعلم خلق الله بالفرض والنفلِ
وأشجعهم قلباً وأبسطهم يداً
وأرعاهم عهداً وأحفظ للألِ
وأكرمهم نفساً وأعظمهم تقىً
وأسخاهم كفاً وإن كان ذا قل
حبيب حبيب الله نفس رسوله
ونور مجلي النور في العلو والسفلِ
رقى فارتقى في القدس مرقى ممنعاً
تجاوز فيه الوهم عن مبلغ العقلِ
تحيرت الألباب في ذات ممكنٍ
تعالى عن الأمكان في الوصف والفعلِ
تجمعت الأضدادُ فيه من العلى
فعز عن الأندادِ والشبه والمثلِ
أيها الإخوة والأخوات، وبعد أبيات بليغة يقارن فيها آية الله الفقيه القرآني العارف آية الله السيد مهدي بحر العلوم بين الوصي المرتضى – عليه السلام – وسيرته وسيرة خصومه يتطرق الى إختصاصه بسيدة نساء العالمين جامعاً في تصوير مناقبهما معاً – عليهما السلام – قال – رضوان الله عليه -:
وكم بين من قال اسئلوني جهرةً
ومن يستقيل الناس في المحفل الحفلِ
ومن هو كرار الى الحرب يصطلي
بنيرانها حتى تبوح بما يصلي
له الراية العظمى يطير بها إلى
قلوبٍ أطيرت منه بالرعب والنصلِ
أبو حسنٍ ليث الوغى أسد الشرى
مقدمها عند الهزاهز والوهلِ
أقام عماد الدين من بعد ميله
وثل عروش المشركين أولي الحلِ
وقاتل في التأويل من بعد من بغى
كما كان التنزيل قاتل من قبلِ
فروى من الكفار بالدم سيفه
وثنى به الباغين علا على نهلِ
وزوجه المختار بضعته وما
لها غيره في الناس من كفو عدلِ
وقال لها زوجتك اليوم سيداً
تقياً نقياً طاهر الفرع والأصلِ
وأنت أحب الناس عندي وإنه
أعزُ وأولى الكل بعدي بالكلِ
وإن إله العرش رب العلا قضى
بذا وتولى الأمر والعقد من قبلي
فأبدت رضاها واستجابت لربها
ووالدها رب المكارم والفضلِ
وكم خاطبٍ قد رُد فيها ولم يجب
وكم طالبٍ صهراً وما كان بالأهلِ
ولولا علي ما استجيب لخاطبٍ
ولا كانت الزهراءُ تُزف إلى بعلِ
وأكرم بمن يعلي النبي بشأنها
واسمع بما قد قال من قوله الفصلِ
إلا فاطم مني ومن هي بضعتي
ومن قطعها قطعي ومن وصلها
ومن لرضاها الله يرضى وسخطها
له سخط أعظم بذلك من فضلِ
ذا اختارها المختار للمرتضى الذي
رضاها رضاه في العزيمة والفعلِ
ومن لا يزال الحق معه ولم يزل
مع الحق لا ينفك كل عن الكلِ
فأعظم بزوجين الإله ارتضاهما
جليلين جلاَّ عن شبيه وعن مثلِ
فكل لكل صالح غير صالحٍ
له غيره والشكل يأبى سوى الشكلِ
لذلك ما هم الوصي بخطبةٍ
حيوة البتول الطهر فاقدة المثل
مستمعينا الأكارم، كانت هذه طائفة منتخبة من القصيدة الغراء التي أنشأها آية الله الفقيه والعارف القرآني الجليل السيد مهدي بحر العلوم قدس سره الشريف في الرد على شاعر الخليفة هارون العباسي مروان بن أبي حفصة وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) نشكركم على كرم الإصغاء ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بكل خير وفي أمان الله.