بسم الله وله الحمد إذ رزقنا مودة وموالاة واتباع سيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
أطيب التحيات نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل؛ إن من أهم آثار عقيدة مدرسة الثقلين بوجود الإمام المهدي المنتظر وغيبته – عجل الله فرجه – هو شعور المؤمن برعاية الإمام المعصوم المنصوب من الله عزوجل له وتسديده من خلف أستار الغيبة لمسيرته وإعانته على الثبات والإستقامة على الصراط المستقيم.
كما أن هذه العقيدة المنبثقة من كثير من أدلة الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والبراهين العقلية، تقوي في قلب المؤمن باستمرار الأمل بحتمية تحقق الوعد الإلهي بإظهار المنقذ الموعود لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، فاستناداً لهذه الحقيقة يؤمن المؤمن بأن إمام زمانه يسعى من خلف أستار الغيبة وبأمر الله لتوفير الشروط والتمهيدات اللازمة لظهوره عجل الله فرجه الشريف.
وهذه الحقائق من إنشاء أحد أعلام الأدب الإحسائي المعاصر هو الشاعر المبدع الأخ جاسم الصحيح حفظه الله وجزاه خير الجزاء تابعونا على بركة الله.
تحت عنوان (يا إمام الزمان) يقول أخونا الأديب الإحسائي:
ضاق عن عمرك الزمان حدودا
فتساميت عن مداه خلودا
سرمدي الإشراق في أفق قدسٍ
يستمد الوجود منك وجودا
ترقب الكائنات من شرفة الغيب
مفيضا على العوالم جودا
فإذا اجتاحها الظلام تجليت
عليها تشع نجما وقيدا
وإذا استامها الهجير سجا قلبك
ظلا من فوقها ممدودا
هكذا تقطع الليالي دفئا
أريحيا يذيب عنها الجليدا
وصفاءً يؤذيه أن يلمح الأفق
تردى من الضباب برودا
وربيعا سمح المباهج يغتال
بإحسانه الخريف الحسودا
وانطلاقا يمتد عبر التواريخ
فيجتاح في سراه الحدودا
وانتفاضا يهتز عن ثورة عضبى
تنادي الى النهوض العبيدا
حلمها أن نعيش في دولة الحق
حياة تموج عيشا رغيدا
يا إماماً سرت بروحي نجواه
إلى عالم السماء صعودا
فاقتطفت النقاء من روضة القدس
وأطعمت من جناه النشيدا
فإذا بالنشيد ينهل طُهرا
حين أشدو أنغامه تغريدا
فسكبت الحنين في قالب الشكوى
أصوغ الحنين لحنا مزيدا
وأغنيك ما الصباة تمليه
من العتب يشتكيك الصدودا
أنا لم أرفع الشكاوى لعلياك
لأضفي على عناك المزيدا
إنما أستثير وجدانك السمح
لعل العتاب يدني البعيدا
يا أمام الزمان ما أروع الذكرى
توافي الأحباب عيدا سعيدا
طلعت في سماي شمسا من الحب
فرويت من سناها القصيدا
وأدرت الأكواب بين المحبين
بنجواك مترعات سعودا
وكشفت الأستار عن خاطر الكون
لألتاح حلمه المنشودا
فتراءت لي الأماني الشجيات
تنخيك فارسا معدودا
فهنا القفر ينتخي بالينابيع
لتستأصل المحول العنيدا
وهنا الأفق في انتظار دراريه
لتجلو عنه الدياجي السودا
وهنا العز في غيابات مسراه
يقاسي الآلام والتشريدا
آملا أن يعيش في ظل علياك
حياةً تموج عيشا رغيدا
والقوانين شاقها أن ترى الجور
بأغلال عدلها مصفودا
ويستمر أخونا الأديب جاسم الصحيح في استلهام قيم الصمود والإستقامة على الصراط المستقيم من إمام العصر والأمل المنتظر – عجل الله فرجه – فيقول في أبيات تالية من قصيدته:
والفتوحات لهفةٌ نحو إقدامك
ترمي طرفا وتتلعٌ جيدا
فمتى تبسمٌ الحياةٌ بإشراقك
فجرا في أفقها موعودا
وتعيد الآمال في مهج الأرواح
بعثا إلى الطماح جديدا
ها هنا نحن يحشد العزم منا
عدة ترهب العدى وعديدا
فابتعثنا طلائعا تحمل النور
إلى ظامئ الليالي برودا
وامتشقنا صوارما تتضرى
كلما استفحل الضراب حدودا
واحتملنا بيارقا يخفق الحق
بأعلى أطرافها معقودا
هاهنا نحن بالمناحر نختط
عهود الولاء تتلو العهودا
سطوات الطغاة عبر الليالي
لم تغير وفاءنا المعهودا
إنهم أعدموا الحياة وشقوا
لجمالاتها العذاب لحودا
سرقوا النور من محيا الدراري
ومن الروض زهره والورودا
ووقفنا للسيل يمتد ظلما
مثلما شاءنا الإباء سدودا
نمتطي صهوة الجراح وننقض
على معقل المآسي أسودا
كلما استفحل العذاب عذابا
راح يستبسل الصمود صمودا
والذي اذهل الجبابر منا
طيلة الدهر واستزاد الحقودا
أن أعناقنا تلاعبُ بالسيوف
وأقدامنا تحز القيودا
مستمعينا الأفاضل، هذا ما اتسع له وقت لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) من الأبيات التي اخترناها لكم من قصيدة (يا إمام الزمان) وهي في مدح مولانا بقية الله المهدي – عليه السلام – أنشأها الأديب الإحسائي المبدع الأخ جاسم الصحيح حفظه الله.
نشكر لكم طيب الإصغاء ولكم دوماً خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران... دمتم آمنين في رعاية الله.