بسم الله والحمد لله فاطر السموات والأرضين ومنيرها بأنوار صفوته المكرمين محمد المصطفى سراجه المنير وآله أهل بيت آية التطهير صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم، مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لأبيات مختارة في مدح الصديقة الزهراء سيدة نساء العالمين فاطمة البتول – عليها السلام -، نقتطفها من قصيدتين للأديب العالم سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي وقد أوردها في ديوانه المطبوع تحت عنوان مرآة الشعور.. تابعونا على بركة الله.
أيها الإخوة والأخوات، من قصيدة عنوانها (بلسم الجراح) نختار الأبيات التالية وفيها يستلهم سماحة الشيخ أحمد الدر أجمل قيم الحياة من حروف إسم (فاطمة)، وقد ورد في النصوص الشريفة أن الله جل جلاله قد إشتقه من إسمه (الفاطر)، قال هذا الأديب العاملي:
إسم من اسم الله صاغ حروفه
بعناية رب الوجود المنعم
هو فاطر هي فاطم يا سعد من
يدري بسر الإشتقاق ويعلم
كم قيل في معنى الحروف قصيدة
جاءت بإبداع يجل ويعظم
قالوا وقلنا غير أن الفكر في
معنى حروف الإسم كل أبكم
فأقول معترفاً بأني قاصر
جهد المقل لدي الكريمة يكرم
الفاء فتح للوجود باسمها
وبه إذا شاء الإله سيختم
ألف اهتداء الكائنات بهديها
لو لا هداها فالضلال محتم
الطاء طهر الطاهرين بطهرها
من لم تطهره عتل أزنم
الميم معدن كل علم علمها
إسم البتول لكل جرح بلسم
الفاء فاز من استنار بهديها
ورث الجنان غداً وطاب المغنم
والألف أمن خص شيعتها فسل
من ذا سواهم عن جهنم يفطم
والطاء طيب ولادة لمحبها
طوبى لمن بولائها يتنعم
والميم مأوى اللائذين بحبها
ما خاب من بجنابها يستعصم
عجباً لاسم جل عن درك الحجى
يبدو جلياً وهو سر مبهم
قد كان ذا حال اسمها والاسم مرآة
المسمى والمسمى أعظم
مستمعينا الأطائب، ويعمد العالم الأديب سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي الى ذخيرته من الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين عن منزلة سيدة نساء العالمين – سلام الله عليها – ليستلهم منها مضامين قصيدة ثانية تحت عنوان (قطب الوجود) يقول في بعض أبياتها:
قيل امدح الزهراء قلت: كفاها
فضلاً بأن رضى الإله رضاها
قديسة قد حار في أوصافها
أهل العوالم أرضها وسماها
هي سر سر النور نور محمد
هي غيب علم الغيب دع معناها
فطم الخلائق عن تلمس ذاتها
ولذا الإله بفاطم سماها
لولا وجود الطهر ما وجد الورى
بل لم يكن من كائن لولاها
لو لم تكن ما كانت الدنيا ولا
خلق المهيمن زوجها وأباها
لولا ضياها لم تضئ أرض ولا
حتى السما فضياؤها بضياها
هي قطب دائرة الوجود ونقطة
تصل الإمامة في نبوة طه
آيات قرآن الكمال وحجة
الله التي حج العلى لعلاها
نطق الكتاب بفضلها وعلوها
والله أوجب حبها وولاها
إنسية حوراء طاهرة بتو
ل شهيدة صديقة أسماها
لولا مواقفها ولولا رفضها
للظلم ما عبد الأنام الله
لولا تحملها الأذى لتهدمت
أسس الشريعة وانمحى معناها
لولا تهشم ضلعها لم يستقم
ركن الإمامة بل لزال بناها
كانت هذه طائفة الأبيات الولائية في مدح سيدة نساء العالمين الزهراء – صلوات الله عليها – إخترناها من قصيدتين للأديب العالم سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي حفظه الله.. نشكر لكم جميل الإصغاء والى لقاء مقبل من برنامجكم (مدائح الأنوار) نترككم في رعاية الله.