بسم الله وله الحمد والثناء إذ رزقنا التوسل إليه بأوسع أبواب رحمته الحبيب المصطفى وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأطياب ورحمة الله وبركاته... بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لإثنتين من أدب التوسل الى الله بمن أمر الله عزوجل بالتوسل بهم إليهم صاحب الشفاعة الكبرى محمد وآله الطاهرين.
وقد احتل هذا النوع من الشعر الدعائي حيزاً واسعاً من نتاجات أدباء المسلمين بمختلف مذاهبهم، بعد أن إستفاضت النصوص الشريفة الداعية الى التوسل التوحيدي.
وقصيدتا هذا اللقاء نشرهما منشؤهما الأخ عصام ناجي عباس العامدي في ديوانه الموسوم (النفحات الولائية) وضمنه عدة قصائد في مدح العقيلة الحوراء السيدة زينب الكبرى – سلام الله عليها – كما أنه ذكرها في معظم قصائد الديوان عرفاناً للبركات التي تفضل الله عزوجل عليها في أعوام مجاورته لمشهدها المبارك في سوريا.
أيها الأكارم، تحت عنوان (دعاء الأبرار) يقول أخونا الأديب عصام العامدي حفظه الله:
إلى الزَّهرَاءِ قَد رُفِعَ البَيَانُ
فَكانَ الرَّدُّ أَنْ كُفِلَ الأمانُ
فَقُلْ مَا شاءَتِ الأقدارُ طُرَّاً
مِنَ الرَّحمنِ قَد وُهِبَ الحَنانُ
فَسيِّدَتي بِها تُجلَى هُمومٌ
أَبوها المصطَفَى بَدرٌ يُبانُ
و حيدرُ بَعلُها نُورٌ تَجَلَّى
وَنَجلاهُ حِمى الإِسلامِ صَانُوا
وَبِضْعَتُها العَقيلَةُ لي مَلاذٌ
فَفِي مِحرابِها صِيغَ البَيانُ
فَأرفعُ دَعوَتي للهِ فِيهِمْ
وَمِن رَبِّ العُلى كُتِبَ الضَّمانُ
بِزينِ العابِدينَ رَفعْتُ كَفِّي
دُعَاءً بِالغُفَيلَةِ يُسْتَعانُ
بِصِدقِ الصَّادِقَينِ دَعَوتُ رَبِّي
وَ فِي بَابِ الحَوائِجِ يُستَبَانُ
وَ بِالسُّلطانِ أُرقِئَتِ الجِراحُ
وَ بُشرىً بِالجوادِ شَدَا اللِّسانُ
وَ بِالهادِي أُزيلَ الهَمُّ كُلاً
كَذَا بِالعَسكَرِيِّ أَتَى الأمَانُ
وَ خَاتَم عِترةِ الأطهارِ جُودَاً
بِقائِمِ آلِهِمْ يَصحُو الزَّمَانُ
فَهُمْ نورُ الإلهِ عَلى البرايا
وَسيلةَ دَعوةِ المضْطَرِّ كَانُوا
بِهِمْ ضَمِنَ الإِلهُ جوابَ دَاعٍ
بِصِدْقِ عَقِيدَةٍ تُعطَى الحِسَانُ
و كَم مَن رَاهَنُوا في غَيرِ هذا
فَقَدْ خَسِرُوا وَ قَدْ خَابَ الرِّهَانُ
لِذا فَادعُوا الإِلهَ بِسرِّ طه
وَ بِالآلِ الكِرامِ فَذا يُصانُ
وَ أَرفعُ سرَّ نَجوانَا لِحَقٍّ
وَ مِنْ رَبِّ الألَى مُنِحَ الضمَانُ
أيها الإخوة والأخوات، وفي القصيدة الثانية يتوسل أديبنا الأخ عصام العامدي الى الله عزوجل بباب الحوائج الإمام موسى الكاظم – عليه السلام – مشيراً الى الكرامة الشهيرة التي أظهرها الله جل جلاله بشفاء كريمة عميد المنبر الحسيني المرحوم الشيخ أحمد الوائلي ببركة توسله الى الله بالإمام الكاظم – عليه السلام – فعوفيت من تمزق في عينيها يأس الأطباء من شفائه.. قال الأخ عصام:
إِلَى بَغدَادَ شِعرِيْ قدْ تَرَجَّلْ
وَ فِيْ أَعتابِ سَيِّدِهِ تَذَلَّلْ
بِبَابِ أَبِي الرِّضا يَشدُوْ بِوِدٍّ
وَفِي ميلادِهِ قلبِي تَغزَّلْ
أَبُو السلطَانِ بَابُ اللهِ يُؤتَى
لَيَشْفِيَ كُلَّ ذِي مرضٍ وَ مُعْتلْ
وَ يَدفَعَ عَنهُ آلامَاً وَ سقمَاً
خُصُوصَاً فِي جِرَاحِ العَينِ أَذهَلْ
يُجَرَّبُ فِي شفاءٍ مِنْ بلايَا
وَ عِندَ الوَائِلِي عَنْ ذَاكَ فَاسْألْ
وَ فِي بَابِ الطَّبِيبِ هَمَرْتُ دَمعَاً
رَفَعْتُ يَدَيَّ لِلبارِي المُؤَمَّلْ
قَضاءَ حَوَائِجِي أَدعُو بِمُوسَى
لِيَدفَعَ كُلَّ مَكرُوْهٍ تَسلَّلْ
فَآلُ مُحَمَّدٍ فرَجٌ وَ جاهٌ
يَلُوذُ بِهِمْ عِبادُ اللهِ أَكمَلْ
تَرَاجِمَةُ الكِتَابِ لِسانُ صِدقٍ
وَ مِنْهُمْ يُؤْخَذُ السَّنَدُ المُكَمَّلْ
صِرَاطُ اللهِ فِيهِ قَدِ اسْتَقَامُوا
لِذَا بِبُيُوتِهِمْ وَحيٌ يُنزَّلْ
وَ فِيهِمْ خصَّ رَبِّي مَكْرُماتٍ
فَقِفْ بِرِحَابِهِمْ للهِ وَ اسألْ
تَجِدْ فَرَجَاً مِنَ البارِيْ قَرِيبَاً
فَكُلُّ صعَابِ دُنيَانَا تُذَلَّلْ
وَ مِنْ أَرضِ الشَّآمِ قَطَفْتُ زَهرَاً
(بَنَفسَجُ نَرجِسٌ مُزِجَتْ) لِتُرسَلْ
لأرضِ الكَاظِمِيَّةِ فِي اشتِيَاقٍ
بِعِطرِكِ زَينبٌ أَنقَى وَ أَجمَلْ
وبهذه الأبيات المؤثرة للشاعر الزينبي الأخ عصام ناجي العامدي، نختم أيها الأكارم، لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران... دمتم بكل خير وفي أمان الله.