بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة حبيبه المصطفى سيد المرسلين ومن المتوسلين به وبآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات..
أطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم ببركة الله في حلقة اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأفاضل.. التوسل الى الله والإستشفاع إليه بالنبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – ظاهرة أصيلة في أدب المسلمين بمختلف مذاهبهم، وهي ظاهرة تعبر عن الإستجابة لما دعتنا إليه النصوص الشريفة من التوسل الى الله بنبي الرحمة وهو سيد الوسائل إلى الله عزوجل.
ومن نماذج هذا التوسل القدسي المديحة النبوية التي إخترناها لهذا اللقاء، وهي من إنشاء أحد إخواننا أهل السنة من شعراء الأردن المعاصرين، إنه الشاعر المبدع الأخ علي محمد السليم وننقل لكم قصيدته من موقع (شعراء أهل البيت عليهم السلام) تابعونا على بركة الله.
إشتملت قصيدة الأخ علي السليم على إشارات لطيفة إلى عدة من مظاهر كون النبي الأكرم هو رحمة الله الكبرى للعالمين وخاصة في رحلة الإسراء والمعراج، وقد جعل ذلك مقدمة للتوسل به – صلى الله عليه وآله – لله تبارك وتعالى، قال حفظه الله -:
هيهات أن يصل المديح علاكا
قمرُ السماء وشمسها نعلاكا
فجعلتَ من زُهر النجوم حوا سدا
إنْ لم تمسّ أديمَها قدماكا
هيهات أن يصل المديح لمن إذا
نبستْ بنور حروفه شفتاكا
عبِقت بأطيب نفحة تتذاكى
وسرى بهاءُ الصبح في مرآكا
يا من له خُلِقَ الوجود بأسره
أيحيط هذا الشعر في معناكا ؟
يا معجزاً كلَّ العقول بوصفكم
مَن رام يظهرُ حُسْنكم أخفاكا
أتظللُ النورَ المبين غمامة؟!
لم تحتملْ شمس السماء ضياكا
سبحان من أثنى عليك بوحيه
سبحان من بمحمدٍ سمّاكا
سبحان من أهداك فينا رحمة
وهداية للعالمين حباكا
تبكي عيون العاشقين لذكره
فإذا دموعك أبطأتْ فتباكى
يا جاعلا كل الدعاء صلاته
كف الهموم الله قد كافاكا
مضنى الفؤاد عجبتُ من شكواكا
ومحمدٌ طِبُّ القلوب دواكا
يا أعظمَ الرُسُلِ الكرام مكانة
خُتِموا بأعلاهم يدا بهداكا
أسرى الإله بشمس مكة شافيا
أقصى يحنّ ويحتفي بلقاكا
فأضاء بالنور المبين نواحيا
ظلّت دهوراً تشتهي مسراكا
يا سيدَ الرسل الكرام و تاجَهم
وامامَهم لم يقتدوا بسواكا
وَعَرَجْتَ للخضراء في ملكوته
جبريل يلهج شاديا بثناكا
ذا أولُ ألتكريم في معراجهِ
جُعِلَ ألبراقُ مطية ووِراكا
ينبي السماءَ قدومَ أطيبِ زائرٍ
فرحُ الملائك من عبير شذاكا
يا سدرةً في المنتهى لم يُرْتضى
إلا لأحمد أن يسير هناكا
فسألتَ ربّ العرش تخفيفا لنا
خمسون صارت خمسة بدعاكا
سبحانك اللهم أرحمَ راحم
أبقيتَ أجرَ صلاتنا أولاكا
يا مفزعاً للخلق يوم حسابهم
لا يرتجون مشفَّعاً إلاّكا
فسجدتَ لله العظيم مسبحا
ولواءُ حَمْدِ الله في يُمْناكا
فسألتَه ثُلُثَاً وهمُّك آخرٌ
دخلوا الجنان وقد أجيب رجاكا
ولسوف يعطيك الإله رضاكا
وعد الضحى بكتابه أوفاكا
ما زلت تمسحُ دمعَ كلِّ معذبٍ
بيد الشفاعة عند من جلاّكا
صلى عليك الله يا علم الهدى
ما دام فينا مولعٌ بهواكا
صلى عليك الله يا خير الورى
ما حنَّ مشتاقٌ إلى رؤياكا
لا أسأل الرحمنَ إلا شربة
تسقينِها يوم اللقاء يداكا
برّأت شيطانَ القريض قريحتي
فبمدح طه يستحيل ملاكا
ما جاز شعرٌ يا حبيبُ مداكا
وَلَوَ أنّ حرفه عانق الافلاكا
لو أستطيعُ جعلتُ شعري كلَّه
وَلِهاً بحبك مُرتقىً لسماكا
عُذري بأنك يا محمدُ شاهقٌ
تعيا القوافي في سفوح ذراكا
عذري بأنك يا مشفَّع كاملٌ
هيهات أن يصل المديح علاكا
كانت هذه، مستمعينا الأفاضل، قصيدة (هيهات أن يصل المديح علاكا) وهي في مدح سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله – توسل بها إلى الله عزوجل، الشاعر الأردني المعاصر الأخ علي محمد السليم من شعراء الأردن المعاصرين، وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر ودمتم بكل خير.