بسم الله والحمد لله الذي من علينا بمودة وموالاة فخر الكائنات وسيدهما المصطفى الأمين وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته.. معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، للعارف الجليل الإمام الخميني رحمه الله كلمة مهمة ترتبط بالنهضة الحسينية أوردها في مقدمة وصيته السياسية الإلهية الجامعة التي ورثها الأمة، في هذه الكلمة القيمة وصف العارف الخميني مجالس الإمام الحسين – عليه السلام – كإحدى أهم منطلقات الوحدة بين المسلمين.
وهذه من الظواهر المشهودة فسمو القيم التي يبثها ذكر الحسين ونهضته الإلهية والإنسانية – عليه السلام – هو من العوامل التي تهز وجدان كل إنسان مهما كان إنتمائه المذهبي، ولذلك كثرت مدائحه – صلوات الله عليه – التي أنشأها أدباء وعلماء ومفكرون من مختلف المذاهب الإسلامية بل ومن مختلف الأديان وحتى الإتجاهات العلمانية وغير الدينية أساساً.
والمتابعون لبرنامج (مدائح الأنوار) تعرفوا عبره الى كثير من هذه النتاجات الأدبية لشعراء من غير أتباع مدرسة الثقلين أنشؤوها في مدح الحسين – عليه السلام -.
وفي هذا اللقاء نقرأ لكم أيها الأعزة قصيدة أخرى، نختارها من مقالة للأستاذ عبد الإله الصائغ عنوانها (قصيدتا المقدسي والحديثي في الحسين – عليه السلام – والدلالات المعمقة).
ومن هذه المقالة قرأنا لكم في حلقة أخرى من البرنامج قصيدة الشاعر المسيحي العراقي خالد المقدسي، ونقرأ اليوم قصيدة الشاعر الأنباري عمر محمد سعيد الحديثي، من المقالة نفسها والتي نشرها الأستاذ الصائغ موقعا صوت العراق ومركز النور، تابعونا مشكورين.
أيها الإخوة والأخوات، ذكر الأستاذ عبد الإله الصائغ أن الأديب الحديثي ينتمي الى أسرة دينية عريقة في محافظة الأنبار العراقية وله عدة قصائد في النصر الحسيني، ألقى بعضها في إحتفالات ومجالس حسينية أقامها في المركز الثقافي العراقي بواشنطن، والقصيدة التالية أنشأها أواخر سنة (۲۰۱۳) ميلادية وقال فيها:
حسبي من الشوقِ ما فاضت به المقلُ
ومن لظى العشقِ هذا النازفُ الهَطِلُ
ومن معاني العُلا فَخرُ الجنانِ وقد
فازَتْ بسيّدِ شُبانٍ لها انتُحِلوا
تمتازُ أنّ لها دونَ الوجودِ فتىً
في جَهلنا، بعضُ من ماتوا ومن قُتلوا
ومن عصورٍ تلَت ذاك المقام
إضاءات، لهن ظلام الكون يمتثلُ
ومن معاني الرجولات التي اختُزِلتْ
بهِ، إذا قيلَ ذا فَحلٌ، وذا بَطَلُ
وذا همامٌ، وذا شهمٌ، وذا علَمٌ،
وذا عَليمٌ، له الألباب لا تَصلُ
ويخاطب الأديب الأنباري عمر الحديثي سيد الشهداء – عليه السلام – بعد هذه المقدمة مشيراً الى جانب من مكارمه الخالدة وانبثاقه نجماً من السماء المحمدية لكي يختمها بتعبير جميل عن (حب الحسين عليه السلام) قال:
يابنَ السماءِ التي لم تٓخبُ أنجمها
والنورُ لمّا يزَلْ في الآلِ ينتَقِلُ
والمملكاتُ التي من دونهِ بزَغتْ
قد قُطِّعتْ وهو حتى الآن يتّصلُ
يابن العليّ الذي لم يبغِ منزِلةً
إلّا تمنّت إلى أبوابهِ تَصِلُ
يا سبطَ سيدِ ساداتِ الخليقة
يا مجداً بأفئدة الأكوان يَعتَملُ
يابنَ البَتولِ، وهذا ما بحضرتهِ
يُعيي التعابيرَ فيَّ العجزُ والخَجَلُ
يا كربلاءُ ألا اشتدّي ففيكِ فتىً
ثقلُ الوجود زهى أنْ فيهِ يُختزَلُ
لو عادلوكِ وكُلُّ الأرضِ كفَّتُهُم
أمال معيارَها، السبطُ البها كَفِلُ
هذا الُحُسينُ، دمُ الثّوار مُذ خُلِقت
في ستِّ أيامها الأكوان يكتملُ
حتى إذا يومُ عاشوراء أدركها
تفجّرت حِمماً لا أرضَ تَحتَمِلُ
أنبا بأنَّ مواعيدَ العُلا أزِفَتْ
لا يعتري يومها وهنٌ ولا وَجَلُ
لِمْ لا وقد كُتِبَت في اللوح - يا سنَدي
أن المعاليَ أنّى رُحتَ تَنتَقِلُ؟
وأن أدمُع خير الخلقِ من وَجَلٍ
في يومِ ميلادكَ الميمون تنهَملُ؟
أعجزتني، لُغَتي يا سَيّدي تعِبَت
ترقى إليكَ، وتقضي العُمر تَرتَحِلُ
لكنَّ حُبّكَ بي .. مستمكنٌ بدمي
ونورُ وحيكَ لي يبقى هو الأمَلُ ..
كانت هذه، مستمعينا الأفاضل قصيدة (يا كربلاء ألا إشتدي) للأديب الأنباري عمر الحديثي قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) نشكر لكم طيب المتابعة ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بكل خير وبركة.