بسم الله والحمد لله منير قلوب عباده بقديم إحسانه الذي توسل إليه الصادقون بأبواب رحمته وشموس حكمته حبيبنا النبي الهادي المختار وآله الأطهار، صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته..
أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، نعطر قلوبنا فيه بأبيات مختارة من قصيدة غراء في مدح نبع العطاء وكريم الكرماء وحليم الحلماء شبيه المصطفى وشبل المرتضى وقرة عين الزهراء مولانا الإمام المجتبى صلوات الله عليه؛ وهي تحمل عنوان (المستوحد الذي إنتصر).
أيها الأكارم، مما يميز هذه القصيدة جميل تصويرها لتجليات الأخلاق الإلهية والأخلاق المحمدية في الحسن المجتبى – عليه السلام – وهذا هو من أهم مصاديق معنى وراثة أئمة العترة لسيدهم المصطفى – صلى الله عليه وآله –.
القصيدة هي من إنشاء الأديب المبدع المرحوم أحمد حسن الدجيلي وقد أوردها العلامة الأديب آية الله السيد محسن الأمين العاملي في كتابه القيم (المجالس السنية)، تابعونا على بركة الله.
إفتتح الأديب الدجيلي – رحمه الله – هذه المديحة يشير الى مولد ثاني أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – ودوره في حفظ الحق الإلهي، فقال:

هتف الوحي فاستجاب القبيل

لوليد به الحياة تطول

هتف الوحي أن سيولد فجر

يظهر الحق فيه والتنزيل

إنه حفيد رسول الله

فرع الإمامة المأمول

جسد الله حلمه فهو أفق

حالم بالرؤى وظل ظليل

ليس بدعاً فإنه روح طاها

قد تجلى وسيفه المسلول

والكتاب الذي به يظهر الح

ـق جليا ويورق المستحيل

والسحاب الذي بماطر كفيه

تضوع الربى وتزهو الحقول

يا إماماً نمته أكرم أم

واصطفاه الى الصلاح الرسول

وانتقته رسالة الدين نبراساً

تضاء الربى به والسهول

ومعيناً للدين إن جف منه

غصنه الغض واعتراه الذبول

أيها الإخوة والأخوات، ثم يستعرض الأديب الدجيلي بلغة شعرية بليغة التصوير والتحليل ملابسات إقدام الإمام الحسن المجتبى – صلوات الله عليه – على القبول بمصالحة معاوية حفظاً للدين الحق وكشفاً لتضليلات الطغيان الأموي، ليتخلص الى القول:

فإذا أغمد الحسام وفاض

الغدر واجتث ساعد مفتول

لم ير السبط ملجأ غير أن

يعمد للسلم وهو نعم السبيل

هو نهج أراده الله أن يبقى

مناراً وما سواه بديل

هو صبح وللصباح شروق

منه والفجر فوقه منديل

أيها القائد الذي في يديه

حقق النصر وهو نعم الدليل

إنما النصر ليس بالدم يجري

في ثرى أرضنا وفيها يسيل

إنها دعوة السماء عليها

رفرف الحب لا الدم المطلول

هي للحق دعوة ولأهليه

حنان وللهدى إكليل

وهي أخت السيف الذي كان في

كف علي على عداه يصول

وكلا الدعوتين تنبض بالحق

وكلتاهما ربيع جميل

خسأ المفترون فيك وخابت

أنفس جل سعيها تضليل

فيك ظنوا الخذلان والضعف لكن

عرفوا بعد ذا من المخذول

إنها فكرة السماء تجلت

لو وعتها من الأنام العقول

إيه يا ابن النبي إن جراحاً

في حنايا ضلوعنا لا تزول

إن درباً عبدته في أفانين

من الحب نجمه لا يحول

ونشرت الهدى على جانبيه

علماً شع فوقه منديل

وبذرت الإسلام فهو مراح

للبرايا ومربع ومقيل

وبهذه الخاتمة الجميلة لقصيدة (المستوحد الذي انتصر) نختم أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها أبياتاً من هذه القصيدة الغراء للأديب المبدع أحمد حسين الدجيلي.
تقبلوا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم بألف خير.