بسم الله وله الحمد والمجد إذ هدانا متفضلاً الى معرفة وموالاة ومحبة شموس هدايته ورحمته للعالمين حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات، تحية طيبة ملؤها من الله الرحمة والبركات نهديها لكم ونحن نلتقيكم في مطلع لقاء اليوم مع مدائح الأ،وار نخصصه لمديحة وجدانية غراء لسيد الأنوار الإلهية مولانا الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار.
أيها الأكارم، تؤكد كثير من النصوص الشريفة المتحدثة عن آداب زيارة النبي الأكرم وآله – عليه وعليهم السلام – على اتخاذهم وسيلة الى الله طلباً للمغفرة وذلك من خلال استشعار قربهم من الله وتجليات أخلاقه الكريمة فيهم؛ والتواضع لهم – وهو تواضع في واقعه الى ربهم جل وعلا – ليكون هذا التواضع مفتاح التوسل بهم الى الله تبارك وتعالى.
والشعر بحكم لغته الوجدانية وايقاعاته ومخاطبته لمشاعر الإنسان وقلبه إضافة الى عقله من أهم الوسائل لترسيخ تلك الروح الإستلهامية المتواضعة التي تعرض على أولياء الله همومها طلباً للنجاة.
وهذا ما نلمحه بوضوح في مديحة هذا اللقاء وهي فضلاً عن قوتها الشعرية في جمال التصوير الفني تتميز بكون منشئها شاعرا مشهورا بصبغته السياسية وليس الدينية.
إنه شاعر الشام المبدع المرحوم نزار قباني.
فمعكم ومع مديحة النبوية الغراء حيث يقول الأديب السوري المبدع مادحاً النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عند زيارته له وهو يخاطبه بلغة وجدانية مؤثرة:
عز الورود وطال فيك أوام
وأرقت وحدي والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا
وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم ولم أكد
وتقطعت نفسي عليك وحاموا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت
أبواب مدحك فالحروف عقام
أدنوا فأذكر ما جنيت فأنثني
خجلا تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى
جل المقام فلا يطال مقام
وزري يكبلني ويخرسني الأسى
فيموت في طرف اللسان كلام
يممت نحوك يا حبيب الله في
شوق تقض مضاجعي الآثام
أرجو الوصول فليل عمري غابة
أشواكها الأوزار والآلام
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا
نفحات نورك وانجلى الإظلام
أأعود ظمآنا وغيري يرتوي
أيرد عن حوض النبي هيام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنوب جسام
أو كلما حاولت إلماماً به
أزف البلاء فيصعب الإلمام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة
عصماء قبلي سطرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم
أسوار مجدك فالدنو لمام
ودنوت مذهولا أسيرا لا أرى
حيران يلجم شعري الإحجام
وتمزقت نفسي كطفل حائر
قد عاقه عمن يحب زحام
حتى وقفت أمام قبرك باكيا
فتدفق الإحساس والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى
وطوى الفؤاد سكينة وسلام
يا ملء روحي وهج حبك في دمي
قبس يضيء سريرتي وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا
حتى أضاء قلوبنا الإسلام
حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى
من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فاختفت
صور الظلام وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي
فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة
وعلى الكبار تطاول الأقزام
الحزن أصبح خبزنا فمساؤنا
شجن وطعم صباحنا أسقام
واليأس ألقى ظله بنفوسنا
فكأن وجه النيرين ظلام
أنى اتجهت ففي العيون غشاوةِ
وعلى القلوب من الظلام ركام
الكرب أرقنا وسهد ليلنا
من مهده الأشواك كيف ينام
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون
ولا مجير وضيعت أحلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهم
وعلى القريب شذى التراب حرام
باتوا أسارى حيرة وتمزقا
فكأنهم بين الورى أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم
لاغرو ضاع الحزم والإقدام
يا هادي الثقلين هل من دعوة
تدعى بها يستيقظ النوام
نشكركم أيها الأكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) وقد قرأنا لكم فيها مديحة نبوية وجدانية لشاعر الشام الأديب السوري الشهير نزار قباني رحمه الله.
ختاماً تقبلوا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تجديد خالص التحيات وأصدق الدعوات.. دمتم في أمان الله.