بسم الله والحمد لله نور السموات والأرضين وأزكى صلواته وتحياته وبركاته على مشارق نوره المبين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نقرأ لكم فيه من بدائع الرثاء والمديح الحسيني إثنتين يجمعهما محور قوة البراءة من الطغيان الأموي وبيان تماديه في محاربة الإسلام وثاني ثقلي الهداية الإلهية، أي العترة المحمدية الطاهرة عليهم السلام.
القصيدة الأولى هي لأحد أبرز شعراء القرن الهجري الثاني هو أبوالقاسم المنصور النمري الذي سعى الخليفة هارون العباسي إلى قتله لمدحه أهل بيت النبوة – عليهم السلام – وقد توفي رحمه الله سنة ۱۹۰ للهجرة قبيل وصول جلاوزة هارون الرشيد لقتله.
أما القصيدة الثانية فهي لمؤسس فن(المقامات الأدبي) وأحد أئمة فن الكتابة في العصر العباسي، أبوالفضل أحمد بن الحسين الشهير ببديع الزمان الهمداني، وقد توفي مسموماً في هرات سنة ۳۹۸ للهجرة قبل أن يبلق الأربعين عاماً رحمة الله عليه.
نبدأ أيها الأعزاء بقصيدة الشاعر منصور النمري حيث يقول فيها:
شـاه مـن الـناس راتع هامل
يـعـللون الـنفوس بـالباطل
تـقـتل ذريـة الـنبي ويـر
جـون جـنان الـخلود للقاتل
ويـلك يـا قـاتل الحسين لقد
بـؤت بـحمل يـنوء بالحامل
أي حـباء حـبوت أحـمد في
حـفرته مـن حـرارة الـثاكل
بـأي وجـه تـلقى النبي وقد
دخـلت فـي قـتله مع الداخل
هـلم فـاطلب غـدا شـفاعته
أو لا فـرد حـوضه مع الناهل
مـا الـشك عندي في كفر قاتله
لـكنني قـد أشـك في الخاذل
نـفسي فـداء الحسين حين غدا
الـى الـمنايا غـدو لا قـافل
ذلــك يـوم أنـحى بـشفرته
عـلى سـنام الإسلام والكاهل
حـتى مـتى أنـت تعجلين ألا
تـنزل بـالقوم نـقمة الـعاجل
لا يـعجل الله ان عـجلت و ما
ربـك عـما تـرين بـالغافل
أعـاذلي إنـني أحـب بـني
أحـمد فـالترب فـي فم العاذل
قـد دنـت مـادينكم عـليه فما
رجـعت مـن دينكم إلى طائل
جفوتم عترة النبي و ما الجافي
لآل الـنـبـي كـالـواصـل
مـظـلومة و الـنبي والـدها
تـديـر أرجـاء مـقلة حـافل
ألا مـصاليت يـغضبون لـها
بـلة البيض و القنا الذابل
كانت هذه الأبيات الإستنهاضية الداعية إلى نصرة العترة النبوية المظلومة مما أنشأه الشاعر المبدع أبوالقاسم منصور النمري المتوفى أواخر القرن الهجري الثاني رحمة الله عليه.
ومنها ننقلكم إلى قصيدة أشد توجهاً في البراءة من الطغيان الأموي ومعاداته لأولياء الله الصادقين وعترة سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله – إنه ميمية البراءة المشهورة لإمام الكتاب ومؤسس فن المقامات الأدبية أبي الفضل أحمد بن الحسين الشهير ببديع الزمان الهمذاني، قال رحمه الله في رثاء سيد الشهداء الحسين صلوات الله عليه:
يا لمة ضرب الزمان
على معرسها خيامه
لله درك من خز
مى روضة عادت ثَغامه
فوربّه قامت به
للدين أشراط القيامه
لمضرج بدم النبو
ة ضارب بيد الإمامه
متقسم يطأ السيو
ف مجرعا منها حِمامه
منع الورود وماؤه
منه على طرف الثمامه
نصب ابن هند راسه
فوق الورى نصب العلامه
ومقبَّل كان النبي
بلثمه يشفي غرامه
قرع ابن هند بالقضي
ـب غراره فرط استضامه
وشدا بنغمته علي
ـه وصب بالفضلات جامه
والعدل أبلج ساطع
والدين ذو خال وشامه
يا ويح من ولَّى الكت
ب قفاه والدنيا أمامه
ليُضرِّسَنَّ يدا الند
حين لا تغني الندامة
وليدركن على الكر
مة سوء عاقبة الغرامه
وحمى أباح بنو يزي
ـدٍ عن طوائلهم حرامه
حتى اشتفوا من يوم بد
ر واستبدوا بالزعامة
لعنوا أمير المؤمني
ـن بمثل إعلان الإقامه
لِم لَم تَخْرِّي يا سم
ء ولم تصبّي يا غمامه
يا لعنة صارت على
أعناقهم طوق الحمامه
إن الإمامة لم تكن
للئيم ما تحت العمامه
يا سبط هند وابنها
دون البتول ولا كرامه
يا عين جودي للبقيـ
ـع وما به تشفى رغامه
جودي لمشهد كربل
ء فوفري عني ذمامه
جودي بمكنون الدمو
ع وأرسلي بدداً تهامه
كانت هذه مستمعينا الأفاضل بديعة الأديب المبدع أبوالفضل بديع الزمان أحمد الهمذاني – رحمه الله – في مدح العترة المحمدية والبراءة من قتلة الحسين – عليه السلام – والطغيان الأموي.
بهذا ننهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.