بسم الله وله الحمد والمجد والثناء والعلياء على كريم النعماء والآلاء وأزكى صلواته وتحياته وبركاته على صفوته الأطهار سيد الأنبياء محمد وآله الأبرار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته.
(في ذكرى الحسين(ع)) هو عنوان القصيدة التي إخترناها للقاء اليوم وبيت قصيدتها هو بيان أديب بليغ مستمد من النصوص والوقائع لسر تلقيب أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه بسيد الشهداء.
القصيدة من إنشاء أديب سوري حلبي الأصل، ولد في مدينة (مرسين) التركية سنة ۱۹۰٥ للميلاد ونشأ في الأجواء الفكرية في مصر، إنه الشاعر الأديب عادل الغضبان مترجم العديد من القصص العالمية إلى اللغة العربية مثل (دون كيشوت) و(مملكة البحر) و(الأمير والفقير) وغيرها وقد أعانه إطلاعه على الأدب العالمي في معرفة ما يميز الملحمة الحسينية عن سائر الملاحم العالمية كما يظهر ذلك في قصيدته التالية.
وللأستاذ عادل كثير من النتاجات الشعرية والأدبية منها ديوان الذي سماه (قيثارة العمر) والملحمة الشعرية (ملحمة الإسكندرية) إضافة إلى قصص وروايات عدة، توفي رحمه الله في العاصمة المصرية القاهرة سنة ۱۹۷۲ ميلادية.
قال – عليه السلام – الأديب المبدع عادل الغضبان في قصيدته (في ذكرى الحسين) مشيراً إلى سر سيادته – عليه السلام – لكل الشهداء:
أقصر فكل ضحية وفداء
فلك يبث سنى أبي الشهداء
فلك جلت شمس الحسين بدوره
والبدر يجلوه ضياء ذكاء
يعتز الاستشهاد أن سماءه
تزري محاسنها بكل سماء
جمعت كرام النيرات فرصعت
بمنوع الانوار والاضواء
اشراق ايمان ونور عقيدة
وشعاع بذل وائتلاق فداء
وسنى نفوس تستميت فدى الهدى
وتذود عنه مصارع الاهواء
شهب من الخلد المنير أشعها
أفق الفدى قدسية اللألاء
وزهت بها ذكرى الحسين وانها
ذكرى ليوم النشر رهن بقاء
ان الخلود لنعمة علوية
يجزى بها الابطال يوم جزاء
يرنو اليها العالمون ودونها
غمرات أهوال وطول عناء
بالعبقرية والجهاد يحوزها
طلابها والصبر في البأساء
حسب الحسين ثمالة من فضله
حتى يخلد في سنى وسناء
لكنه كسب الخلود بنائل
ضخم من الحسنات والبرحاء
بالبر والخلق الكريم وبالتقى
والقتل ثم تمزق الى اشلاء
قدر تخرمه ونصب ذكره
علم الفداء وراية العظماء
حي الحسين تحي سبط أكارم
اهل الندى والعزة الشماء
رمز النبي الى الفضائل والعلى
لما دعاه بأجمل الاسماء
ورث الشجاعة والنهى عن هاشم
والنبل رقراقا عن الزهراء
وغزا قلوب دعاته وعداته
بفضيلتين مروة ووفاء
فاذا أغار ثناه عن خدع الوغى
شرف الفؤاد وعفة الحوباء
لهفي على هذه المآثر اعملت
فيها سيوف الوقعة النكراء
عجبا تعاديه الصوارم والقنا
وتحله المهجات بالسوداء
حم القضاء فسار عجلان الخطى
لتغوص فيه سهام كل مراء
ويكون قرباناً لملك واسع
ينمو ويزهر في حمى الخلفاء
منعوه من ورد المياه فعبها
وصفاحه ممزوجة بدماء
يا ويح زرعة اي يسرى قد من
سمح تحلى باليد البيضاء
يا ويح شمر أي رأس حز من
مستأثر بصدارة الرؤساء
ويح الخيول وطأن جثة فارس
ان يعلهن يجلن في خيلاء
ويح الاكف شققن ستر خبائه
ورجعن في برد وحلي نساء
ويح السياسة والمطامع والقلى
ماذا تورث من أذى وبلاء
تحظى ببغيتها وتخلف بعدها
ما شئت من ثأر ومن شحناء
غرست بأهليها الخيانة فارتوت
بدم الحسين مغارس البغضاء
يا كربلاء سقيت أرضك من دم
طهر أحال ثراك كنز ثراء
مهما بلغت من الملاحة فالشجى
يكسو ملامح حسنك الوضاء
ان تنشدي السلوان فالتمسيه في
ذكرى الحسين وآله الشرفاء
وبهذا ننهي أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قرأنا لكم فيها قصيدة (في ذكرى الحسين) للأديب السوري عادل الغضبان رحمه الله، نشكر لكم طيب المتابعة ولكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بكل خير.