بسم الله والحمد لله الذي أنعم علينا بمودة وموالاة أنوار هدايته وكنوز رحمته حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأخوات والإخوة المستمعين ورحمة الله وبركاته..
تحية طيبة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصها لقصيدتين لإثنين من الأدباء الشاميين من غير أتباع مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – ؛ هاتان القصيدتان – على قصرها – تعبران عن عميق تأثير الملحمة الحسينية في الوجدان الإنساني عامة، القصيدة الأولى لأحد أعلام الأدب اللبناني المسيحي في القرن الماضي وهو الشاعر المبدع حليم دموس، صاحب دواوين (يقظة الروح) و(الأغاني الوطنية) وغيرهما، ويعد من شعراء النهضة العربية الحديثة والمناهضين للإستعمار الفرنسي في لبنان، وقد ولد في مدينة زحلة اللبنانية ودرس في الكلية الشرقية قبل هجرته إلى البرازيل، وقد عمل في العمل الصحفي إلى حين وفاته سنة ۱۹٥۷ ميلادية.
أما القصيدة الثانية فهي منسوبة للشاعر السوري الشهير نزار قباني صاحب العديد من القصائد الثورية المناهضة للطغيان الصهيوني والمناصرة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية.. تابعونا مشكورين.
نبدأ أيها الأكارم بالقصيدة التالية للأديب المسيحي اللبناني حليم دموس وهو يصور آثار الملحمة الحسينية في ترسيخ الإيمان والقيم السماوية بقوله:
ذكرى الحسين حفيد احمد صفحة
زادت بأسرار السماء يقيني
تلك الضحية في المحرم جددت
في كعبة الاسلام صرح الدين
لم أنس بيتا للشهيد وقد دوت
كلماته في الطف منذ قرون
ان كان دين محمد لم يستقم
الا بقتلي يا سيوف خذيني
أيها الإخوة والأخوات، نشرت في كثير من المواقع الإسلامية والأدبية على شبكة الإنترنت قصيدة بائية مؤثرة تنسب إلى الشاعر السوري الشهير نزار قباني، وهي قصيدة إحتجاجية قوية في الدفاع عن البكاء على سيد الشهداء – عليه السلام – من خلال بيان عظمة الملحمة الحسينية وآثاره وكذلك آثار البكاء وإحيائها المستمر في ترسيخ قيم هذه الملحمة ومواجهة جميع أشكال التخاذل واستلهام دروس الكرامة وإحياء روح المقاومة.
وبغض النظر عن صحة نسبة هذه القصيدة إلى الشاعر الشهير المرحوم القباني فإن روحها قريبة من لغته الإحتجاجية في عدة من قصائده مثل زهرة الجنوب وغيرها مما مدح به المقاومة اللبنانية ضد الكيان الصهيوني؛ وفيها إشارات إلى إستلهام الروح الحسينية في المقاومة والنهضة؛ قال منشئ هذه القصيدة الحسينية الإحتجاجية:
سأل المخالف حين انهكه العجب
هل للحسين مع الروافض من نسب
لا ينقضي ذكر الحسين بثغرهم
وعلى امتداد الدهر يُوقِدُ كاللَّهب
وكأنَّ لا أكَلَ الزمانُ على دمٍ
كدم الحسين بكربلاء ولا شرب
أوَلَمْ يَحِنْ كفُّ البكاء فما عسى
يُبدي ويُجدي والحسين قد احتسب
فأجبته ما للحسين وما لكم
يا رائدي ندوات آلية الطرب
إن لم يكن بين الحسين وبيننا
نسبٌ فيكفينا الرثاء له نسب
والحر لا ينسى الجميل وردِّه
ولَإنْ نسى فلقد أساء إلى الأدب
يالائمي حب الحسين أجننا
واجتاح أودية الضمائر واشررأبّْ
فلقد تشرَّب في النخاع ولم يزل
سريانه حتى تسلَّط في الرُكب
من مثله أحيى الكرامة حينما
ماتت على أيدي جبابرة العرب
وأفاق دنياً طأطأت لولاتها
فرقى لذاك ونال عالية الرتب
و غدى الصمود بإثره متحفزاً
والذل عن وهج الحياة قد احتجب
أما البكاء فذاك مصدر عزنا
وبه نواسيهم ليوم المنقلب
نبكي على الرأس المرتل آية
والرمح منبره وذاك هو العجب
نبكي على الثغر المكسر سنه
نبكي على الجسد السليب المُنتهب
نبكي على خدر الفواطم حسرة
وعلى الشبيبة قطعوا إرباً إرب
دع عنك ذكر الخالدين وغبطهم
كي لا تكون لنار بارئهم حطب
وبهذه الأبيات من القصيدة الحسينية الغراء المنسوبة إلى الشاعر المبدع نزار قباني، ننهي أيها الأكارم حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله.