بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة صفوته من العالمين حبيبه المصطفى ومن شيعة عترته الأطهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، أهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لبعض ما قاله أدباء من غير المسلمين في مدح الملحمة الحسينية الخالدة وما استلهموه من دروسها.
وقد إخترنا لهذا اللقاء قصيدتين من نتاج إثنين من الأدباء المسيحيين من بلاد الشام الأول هو الأديب والصحفي والمعلم (إدوار مرقص) وليد مدينة اللاذقية السورية والمتوفى سنة ۱۹٥۲ بعد عمر مديد أجاد في الكتابة في فقه اللغة العربية وأدبياتها وورث مؤلفات قيمة فيها إضافة إلى مقالات علمية كثيرة نشرها في كبريات المجلات العلمية في سوريا ومصر ولبنان، وقد عمل طويلاً في الحقل التعليمي كما كان من أعضاء المجمع العربي في دمشق.
أما الأديب الثاني فهو الشاعر السوري المبدع سليمان بن إبراهيم الصولة المولود في دمشق سنة ۱۸۱٤ ميلادية، والمتعلم في مصر ثم إنتقل إلى الجزائر حيث لازم الأمير الثائر عبد القادر الجزائري سيد النهضات المعاصرة في المغرب العربي، والأديب الصولة هو من أوائل المحذرين في فكر النهضة من الخطر الصهيوني وله في ذلك كتاب (حصن الوجود الواقي من خبث اليهود) قاصداً بالطبع الصهاينة منهم.
وقد أقام في القاهرة أعوامه الأخيرة حتى توفي فيها سنة ۱۸۹۹ ميلادية ويعد الصولة من شعراء النهضة العربية في القرن الميلادي التاسع عشر.
أيها الإخوة والأخوات، نبدأ بمديحة حسينية للأديب السوري إدوارد مرقص يقول فيها:
ركب الحسـين الى الفخار الخالد
بيض الصـفاح فكان اكرم رائد
حشـد الطـغاة علـيه كل قواهم
وحموا علـيه ورد مـاء بـارد
وتـخيـلوه يستـجـيب اليـهـم
اما احس مـن الظـما بالـرافد
تأبـى البطـولـة أن يذل لبغيهم
من لـم يـكن لسوى الاله بساجد
أيـهابـهم سـبط النـبي وعنده
جيش مـن الايمان لـيس بـنافد
حسب الفـتى مـن قوة ايـمانه
ولـكربلاء علـيه أصـدق شاهد
ولان قـضى بـين الاسنة ظاميا
فلسوف يلقـى الله أكـرم وافـد
ولسـوف يسقـيه النبي محـمد
كأسا تفيض مـن المعـين البارد
ويشير الأديب السوري المسيحي إدوار مرقص إلى سر خلود الملحمة الحسينية حيث يقول في تتمة مديحته:
قدم الـزمـان وذكـره متـجدد
في كل قـلب بالفـضيلة حـاشد
وخلـود كل فضـيلة بخلود من
لـولاه لـم يكن الـزمان بخـالد
ايه دم الشـهداء سـل متـدفقـا
واسق القلـوب بـبارق وبـراعد
ان القلوب الممحلات اذا ارتـوت
منـه زهت بمـكارم ومـحامـد
يا غرة الشـهداء مـن عليائهـا
لوحي عليـهم كالضـياء الـعاقد
موسومة بـدم الشهادة فـهي لا
تنفك تدمـي مثل زنـد الـفاصد
كيما يسـيروا في الحـياة بنهجه
لا يخضعـون لغاصـب ومـعاند
ومن هذه المديحة الحسينية التي أنشأها الأديب المسيحي السوري (إدوار مرقص) ننتقل إلى مقطوعة للأديب الدمشقي المبدع سليمان الصولة وهو أديب مسيحي أيضاً حيث قال في ديوانه المطبوع في مصر على الصفحة ۲۳۰: (دخلت مدينة صور لبنان يوم عاشوراء والشيخ علي عز الدين – أحد أفاضل الشيعة - في مأتم الإمام الحسين فلم يستطع أن يقابلني فبعثت له بهذه الأبيات الثلاثة وهي:
لا فارق الكرب المؤبد والبلا
من لا ينوح على الشهيد بكربلا
إن لم تنح منا العيون ففهي الحشا
مهج يفتت نوحهن الجندلا
فعلى الشهيد وآله آل الرضى
مني السلام متمماً ومكملا
وقد نشرت مستمعينا الأفاضل أبيات ستة هي تشطير لهذه الأبيات الثلاثة من قبل الأديب سليمان الصولة أو غيره تحمل مضامين معبرة ومكملة وهي:
لا فـارق الكرب المؤبد والبلا
قلباسليل المصطفى الهادي سلا
وبـهبهبٍ يوم المعادقد اصطلى
من لا ينوح على الشهيد بكربلا
إن لم تنح منا العيون ففي الحشا
نزّاعة لشوى الشؤون مع الكلا
الـوجد أحرق مدمعي فتناوحت
مـهج يـفتت نـوحهنّ الجندلا
فـعلى الشهيد وآله آل الرضى
بكت الملائك لا الغرانيق العلى
وانـا الـذي اهدي لمن يهواهم
مـني الـسلام مـتمماًومكملا
أيها الإخوة والأخوات، وفي ختام حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات وفي أمان الله.